٩ - وأَخْبَرَنَا نصر الله الهيتي، أَخْبَرَنَا أبوالمعالي الفضل بن سهل بن بشر الإسفرائيني، أنبأنا أبوبكر أحمد بن // ١٠ // علي بن ثابت الخطيب، أخبرني الحسن بن أبي بكر، قال: ذكر محمد بن زياد النقاش، أن محمد بن عبد الرحمان الشامي أخبرهم بهراة، أخبرنا علي بن الجعد، أخبرني يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي، قال: توفي أبي إبراهيم بن حبيب وخلفني صغيرا في حجر أمي فاسلمتني إلى قصار أخدمه فكنت ادع القصار وامضي إلى حلقة أبي حنيفة فاجلس استمع فكانت أمي تجيء خلفي إلى الحلقة فتاخذ بيدي وتذهب بي إلى القصار، فكان أبو حنيفة يعني بي لما يرى من حضوري وحرصي على التعلم فلما كثر ذلك على أمي وطال عليها هربي قالت لأبي حنيفة ما لهذا الصبي فساد غيرك هذا صبي يتيم لا شيء له وإنَّما اطعمه من مغزلي // ١١ // وآمل ان يكسب دانقا يعود به على نفسه فقال لها أبو حنيفة مري يا رعناء هذا هوذا يتعلم أكل الفالوذج بدهن الفستق فانصرفت عنه وقالت له أنت شيخ قد خرفت وذهب عقلك ثم لزمته فنفعني الله بالعلم ورفعني حتي تقلدت القضاء وكنت أجالس الرشيد وآكل معه على مائدته فلما كان في بعض الأيام قدم الي هارون فالوذجه فقال لي هارون يا يعقوب كل منه فليس في كل يوم يعمل لنا مثلها فقلت وما هذه يا أمير المؤمنين فقال هذه فالوذجة بدهن الفستق فضحكت فقال لي مم ضحكت فقلت خيرا ابقى الله أمير المؤمنين قال لتخبرني والح علي فخبرته بالقصه من أولها إلى آخرها فعجب من ذلك وقال لعمري ان العلم ليرفع // ١٢ // وينفع دينا ودنيا وترحم على أبي حنيفة وقال كان ينظر بعين عقله مالا يراه بعين رأسه.
1 / 6