هذا حديث حسن محفوظ من حديث أبي بكر محمد بن سيرين البصري عن أبي عبيدة بن حذيفة بن اليمان - ولم يحفظ لنا أحد اسمه - عن أبي طريف عدي بن حاتم الطائي، تابع أبا أيوب قتادة بن دعامة السدوسي على روايته، عن محمد بن سيرين، وقد أخرج البخاري قطعة من آخر متنه في "صحيحه" من طريق محل بن خليفة، عن عدي بن حاتم.
107 - أخبرنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المعتضد بالله، رحمه الله، قال: ثنا أبو العباس أحمد بن منصور بن اليشكري، قال: ثنا أبو عبد الله بن عرفة، قال: حدثني محمد بن موسى السامي، قال: أنا روح بن أسلم، قال: أنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن سلمان، قال: "كان في بني إسرائيل امرأة ذات جمال، وكانت عند رجل يعمل بالمسحاة، فكان إذا جاء بالليل قدمت له طعامه وفرشت له فراشه، فبلغ خبرها ملك ذلك القصر، فبعث إليها عجوزا من بني إسرائيل، فقالت لها: ما تصنعين بهذا الذي يعمل بالمسحاة، لو كنت عند الملك لكساك الحرير، وفرشك الديباج، فلما وقع الكلام في مسامعها جاء زوجها بالليل فلم تقدم له طعامه، ولم تفرش له فراشه، فقال لها: ما هذا الخلق يا هنتاه، فقالت: هو ما ترى، فقال: أطلقك. قالت: نعم، فطلقها، فتزوجها ذلك الملك، فلما زفت إليه نظر إليها فعمى، ومد يده إليها فجفت، فرفع نبي ذلك العصر خبرهما إلى الله، عز وجل، فأوحى الله عز وجل إليه: أعلمهما أني غير غافر لهما، أما علما أن بعيني ما عملا بصاحب المسحاة".
Page 168