٥٦-[٥٨] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله الرازي الحافظ قال: ثنا أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هَانِئِ بن مدلج بن المقداد بْنِ زِمْلِ بْنِ عَمْرٍو الْعُذْرِيُّ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زِمْلِ بْنِ عَمْرٍو الْعُذْرِيِّ قَالَ: كَانَ لِبَنِي عُذْرَةَ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ حُمَامٌ وَكَانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَكَانَ فِي بَنِي هِنْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ ضنة بن عبد كَثِيرِ بْنِ عُذْرَةَ وَكَانَ سَادِنُهُ رَجُلا يُقَالُ له طارق وكان يَعْتِرُونَ عِنْدَهُ فَلَمَّا ظَهَرَ النَّبِيُّ ﷺ سَمِعْنَا صَوْتًا يَقُولُ: يَا بَنِي هِنْدِ بْنِ حَرَامٍ ظَهَرَ الْحَقُّ وَأَوْدَى حُمَامٌ وَدَفَعَ الشِّرْكَ الإِسْلامُ قَالَ: فَفُزِعْنَا لِذَلِكَ وَهَالَنَا فَمَكَثْنَا أَيَّامًا ثُمَّ سَمِعْنَا صَوْتًا وَهُوَ يَقُولُ: يَا طَارِقُ يَا طَارِقُ بُعِثَ النَّبِيُّ الصَّادِقُ بِوَحْيٍ نَاطِقٍ صَدَعَ صَادِعٌ بِأَرْضِ تِهَامَةَ لِنَاصِرِيهِ السَّلَامَةُ وَلِخَاذِلِيهِ النَّدَامَةُ هَذَا الْوَدَاعُ مِنِّي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ زِمْلٌ: فَوَقَعَ الصَّنَمُ لِوَجْهِهِ
قال زمل: فابتعت رَاحِلَةً وَرَحَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ مَعَ نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي وَأَنْشَدْتُهُ شِعْرًا قُلْتُهُ:
إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ أَعْمَلْتُ نَصَّهَا ... أكلفها حزنا وفورا مِنَ الرَّمْلِ
لأَنْصُرَ خَيْرَ النَّاسِ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ... وَأَعْقِدَ حَبْلا مِنْ حِبَالِكَ فِي حَبْلِي
وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ لا شَيْءَ غَيْرُهُ ... أَدِينُ لَهُ مَا أَثْقَلَتْ قَدَمِي نَعْلِي
قَالَ: فَأَسْلَمْتُ وَبَايَعْتُهُ وَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا سَمِعْنَا فَقَالَ: ذَلِكَ مِنْ كَلامِ الْجِنِّ، ⦗٣٨٦⦘ ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَى الأَنَامِ كَافَّةً أَدْعُوهُمْ إِلَى عبادة الله وحده وأني رسول الله وعبده وأن يحجوا البيت ويصوموا شَهْرًا مِنْ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا وَهُوَ شَهْرُ رمضان فمن أجابني له الْجَنَّةُ نُزُلا وَثَوَابًا، وَمَنْ عَصَانِي كَانَتْ لَهُ النار منقلبا قال: فأسلمنا وَعَقَدَ لَنَا لِوَاءً وَكَتَبَ لَنَا كِتَابًا نُسْخَتُهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِزِمْلِ بْنِ عَمْرٍو وَمَنْ أَسْلَمَ مَعَهُ خَاصَّةً إِنِّي بَعَثْتُهُ إِلَى قَوْمِهِ عَامَّةً فَمَنْ أَسْلَمَ فَفِي حِزْبِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ أَبَى فَلَهُ أَمَانُ شَهْرَيْنِ شَهِدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيُّ.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ عَزِيزٌ مِنْ حَدِيثِ زِمْلِ بْنِ عَمْرٍو الْعُذْرِيِّ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَوْلادِهِ عَنْهُ مَا يُعْرَفُ إِلا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ عَنْهُ وَلَمْ يذكر البخاري في الصحابة زمل فِي التَّارِيخِ وَلا أَظُنُّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْحُفَّاظِ بَلَغَهُ هَذَا الْحَدِيثُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وزمل هذا مذكور في وفود زمل عذرة وهو زمل بن عمرو بن العتر بْنِ خشَافِ بْنِ جُرَيْجِ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ حارثة بن هند بن حرام بن ضبة بن سعد بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُذْرَةَ كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَشَهِدَ بِلِوَائِهِ ذَلِكَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ مِنْ وَلَدِهِ مُدْلِجُ بْنُ الْمِقْدَادِ بْنِ زِمْلٍ كَانَ شَرِيفًا بِالشَّامِ وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَمِينَةُ أُخْتُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ.
1 / 385