٣ - وجئتهما فقلت: قد فعلت، فقالا: ما رأيت؟ قلت: رأيت فارسًا متقنعًا بحديد خرج مني فذهب في السماء حتى ما أراه. فقالا: صدقت. ذاك إيمانك خرج منك اذهبي. فقلت للمرأة: والله ما أعلم شيئًا، وما قالا لي شيئًا. فقالت: بلى لن تريدي شيئًا إلا كان، خذي هذا القمح فابذري، فبذرت فقلت: اطلعي فاطلعت، فقلت: الحقي. فلحقت. ثم قلت: افركي ففركت. ثم قلت: ايبسي فيبست، ثم قلت: اطحني فاطحنت، ثم قلت: اخبزي فأخبزت. فلما رأيت أنني لا أريد شيئًا إلا كان سقط في يدي، فندمت والله يا أم المؤمنين ما فعلت شيئًا قط ولا أفعله أبدًا،
فسألت أصحاب رسول الله ﷺ حداثة وفاة رسول الله ﷺ وهو يومئذ متوافرون، فما دروا ما يقولون لها، وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلمه، إلا أنه قد قال لها ابن عباس رحمة الله عليه أو بعض من كان عنده: لو كان أبواك حيين أو أحدهما؟!
قال هشام: فلو جاءتنا أفتيناها بالضمان. قال ابن أبي الزناد: وكان هشام يقول: إنهم كانوا من أهل الورع وخشية من الله ﷿ وبعدًا من التكلف والجرأة على الله ﷿.
⦗٤١⦘ ثم يقول هشام: لو جاءتنا مثلها اليوم لوجدت نَوْكَى أهل حمق وتكلف فيتكلموا بغير علم.
1 / 40