فتوى شيخ الإسلام في حكم من بدل شرائع الإسلام

Ibn Taymiyya d. 728 AH
3

فتوى شيخ الإسلام في حكم من بدل شرائع الإسلام

فتوى شيخ الإسلام في حكم من بدل شرائع الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ونصلي ونسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد .. قال تعالى: ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)) (1).

ذلك وعد الله سبحانه للمؤمنين العاملين الصالحات، الساعين إلى إعلاء كلمة الله في الأرض، الداعين لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وهو وعد آت لا ريب مهما ظهر للناس غير ذلك، ومهما شك في ذلك أو شكك المرجفون والذين في قلوبهم مرض ((إنه كان وعده مأتياً)) (2).

ومن دون ذلك الوعد ينصب الشيطان حبائله ومصايده لدعاة المسلمين قبل عامتهم، ليؤخر عنهم ذلك الوعد المضروب إلى حين يأذن الله تعالى بنفاذه المحتوم حين يخلص العمل وتصدق النية. ذلك أن انتكاس الرؤوس والتلبيس عليهم وإيقاعهم

(١) النور: ٥٥.
(٢) مريم: ٥١.

3