22

فتوى شيخ الإسلام في حكم من بدل شرائع الإسلام

فتوى شيخ الإسلام في حكم من بدل شرائع الإسلام

كما قال أكبر مقدميهم الذين قدموا إلى الشام وهو يخاطب رسل المسلمين ويتقرب إليهم بأنا مسلمون ، فقال : هذان آيتان عظيمتان جاءا من عند الله محمد وجنكزخان. فهذا غاية ما يتقرب به أكبر مقدميهم إلى المسلمين أن يسوى بين رسول الله وأكرم الخلق عليه وسيد ولد آدم وخاتم المرسلين وبين ملك كافر مشرك من أعظم المشركين كفراً وفساداً وعدواناً من جنس بختنصر وأمثاله . وذلك أن اعتقاد هؤلاء التتار كان فى جنكزخان عظيماً ، فانهم يعتقدون أنه ابن الله من جنس ما يعتقده النصارى فى المسيح (١) ، ويقولون إن الشمس حبلت أمه وأنها كانت فى خيمة فنزلت الشمس من كوة الخيمة فدخلت فيها حتى حبلت . ومعلوم عند كل ذى دين أن هذا كذب ، وهذا دليل على أنه ولد زنا وأن أمه زنت فكتمت زناها وادعت هذا حتى تدفع عنها معرة الزنا وهم مع هذا يجعلونه أعظم رسول عند الله فى تعظيم ما سنه لهم وشرعه بظنه وهواه ، حتى يقولوا لما عندهم من المال : هذا رزق جنكزخان ، ويشكرونه على أكلهم وشربهم. وهم يستحلون قتل من عادى ما سنه لهم هذا الكافر الملعون المعادى لله ولأنبيائه ورسوله وعباده المؤمنين . فهذا وأمثاله من مقدميهم كان غايته بعد الإسلام أن يجعل محمداً صلى الله عليه وسلم بمنزلة هذا الملعون ، ومعلوم أن مسيلمة الكذاب كان أقل ضرراً على المسلمين من هذا وادعى أنه شريك محمد فى الرسالة وبهذا استحل الصحابة قتاله وقتال أصحابه المرتدين ، فكيف بمن كان فيما يظهره من الإسلام يجعل محمداً كجنكزخان ؟ وإلا فهم مع إظهارهم للإسلام يعظمون أمر جنكزخان على المسلمين المتبعة الشريعة القرآن ، ولا يقاتلون أولئك المتبعين لما سنه جنكزخان كما يقاتلون المسلمين . بل أعظم أولئك الكفار يبذلون له الطاعة والانقياد ويحملون إليه الأموال ويقرون له بالنيابة ولا يخالفون ما يأمرهم به إلا كما يخالف الخارج عن طاعة الإمام للإمام .

(١) وهذه العقائد الفاسدة كلها باب من الأبواب التى كفروا بها. وليس من الضرورى أن يجتمع فى المرء كل أبواب الكفر ليكون كافراً بل يكفى أن يتحقق فيه صورة واحدة من صور الكفر ليكفر بذلك ، فإن من يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يسب دينه يكفر بذلك ولو لم يكفر من أى باب آخر . راجع الصارم المسلول لإبن تيمية .

22