Fatima Zahra et les Fatimides
فاطمة الزهراء والفاطميون
Genres
The Alleged Founder of Ismailism ، وهو ممن يصححون نسب الفاطميين ويرجحون الاختلاف من قبل «الأساتذة المربين» الذين يختارون لتعليم الأمراء وتثقيفهم في العلوم وفقه الدين، وقد عم الدعاة بالخداع من عهد عبد الله بن ميمون وخص بالذكر أئمة «آلموت» من «المهدي حسن بن الصباح ورشيد الدين سنان»، وسائر هؤلاء الدعاة.
فأما أن حسن بن الصباح كان يسوق أتباعه بالخداع فذلك ما لا ريب فيه عند الخصوم ولا عند الأنصار، فهل يصدق القول عليه أنه هو يخدع ولا ينخدع وأنه هو يسوق ولا يساق؟ •••
الراجح عندنا أن هذا «المهدي» لم يكن خلوا من الإيمان بدعوته على وجه من الوجوه، وأن عمله في الدعوة عمل جاد غير هازل وصامد غير متردد، ولا داعي للشك في إيمانه بعمله وإن كان هناك شك كبير في إيمانه بكل ما يقول لسامعيه ومتبعيه.
وما بالنا نتخيله خلوا من الإيمان منصرفا كل الانصراف إلى التضليل والخداع؟ أليس من دواعي الإيمان أن يكون الإنسان مدفوعا إلى عمله غير قادر على تركه؟ أليس من دواعي الإيمان أن يكون اعتقاد الإنسان في عمله خيرا من اعتقاده في أعمال الآخرين؟ أليس من دواعي الإيمان أن يقنع نفسه برسالة صالحة وأن يستمد من عمله حجة لتلك الرسالة؟
إن «التنويم الذاتي» معروف متواتر، وإنه لأقوى ما يكون حين تندفع إليه النفس ضرورة لا حيلة لها فيها، وذريعة لها عذر من أحوال الزمن ودواعيه.
وربما بدأت عقيدة ابن الصباح في رسالته سلبية قبل أن ترسخ في طويته بالإقناع الموجب واضحا أو وسطا بين الوضوح والغموض.
ونعني بالرسالة السلبية أنه آمن إيمانا لا مثنوية فيه بفساد العصر وضلال ذوي السلطان فيه، وأنه مهما يفعل في حربهم واستئصال فسادهم فهو على صواب.
وتقترن بهذه الرسالة السلبية دفعة فطرية إلى السيادة والسلطان، فماذا يصنع بهذه الدفعة إن لم يعمل بها عملا قويا متصل العزيمة والثبات؟
إما أن يستكين إلى سيادة غيره والموت أحب إلى أصحاب هذه النفوس الغالبة المغلوبة من استكانة الخضوع، وإما أن يمضي قدما ولا بد له من مسوغ وبرهان وليس أسرع إلى السريرة من المسوغ والبرهان حين ينجوان من الغرق في لجج اليأس والانكسار وظلمات الفشل والهوان.
وقد قال داعي الدعاة في ذلك العصر: إن الناس كانوا بين رجلين، رجل لو قيل له: إن فيلا طار أو جملا باض لما قابله إلا بالقبول والتصديق «أو منتحل للعقل يقول: إنه حجة الله تعالى على عباده، مبطل لجميع ما الناس فيه، مستخف بأوضاع الشرائع معترف مع ذلك بوجوب المساعدة عليها وعظم المنفعة بمكانها، لكونها مقمعة للجاهلين ولجاما على رءوس المجرمين المجازفين.» •••
Page inconnue