Fatima Zahra et les Fatimides
فاطمة الزهراء والفاطميون
Genres
أما النقباء فالغالب أنهم دعاة أو وكلاء، ولا بد لهم من أئمة يرجعون إليهم في كل زمان.
أعلنت وفاة إسماعيل في حياة أبيه كما تقدم، فانعقدت الإمامة بعده لابنه محمد، وارتحل محمد من الحجار إلى الري؛ إما لأنه لم يطق منافسة عمه موسى الكاظم على زعامة العلويين؛ وإما لأنه آثر الانزواء والتستر ودفع الأذى من جانب العباسيين، وقد لقب بالإمام المكتوم؛ لأنه لم يعلن دعوته وأخذ في بثها خفية وهو يتنقل من بلد إلى بلد ومن قطر إلى قطر كلما تنبهت إليه العيون ولاحقته الظنون، ثم ضاق المشرق كله بخلفائه فهجره عبيد الله إلى المغرب، وكان أول من نودي له بالخلافة الفاطمية.
ونسبه كما يقره المعترفون بهذا النسب هو عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل الثاني بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق. أما القائلون بانتسابه إلى ميمون القداح - كما سيلي - فهو في زعمهم محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق.
ويوفق المؤرخ الهندي «مأمور»
1
بين الروايتين توفيقا محتملا حد الاحتمال فيقول: إن محمدا المكتوم كان يخفي نفسه ويتعاطى طب العيون مداراة لحقيقته، وإن اسم «ميمون» كان من الأسماء التي انتحلها في حال استتاره، والقداح هو لقب الطبيب الذي يعالج العيون.
ولا نهاية للروايات والتخريجات التي تعلل سفره من المشرق إلى المغرب، فمن الرواة من يزعم أنه علم بتآمر القرامطة عليه فخرج من سلمية حيث كان مقيما بجوار حمص ورحل إلى مصر وهو يوري بالرحلة إلى اليمن، ومن قائل: إن بعض جلساء الخليفة العباسي ممن يدينون بالمذهب الإسماعيلي سرا قد علم بعزم الخليفة على اعتقاله وقتله فبادر إلى تحذيره، ومن قائل: إنه تلقى البشارة من كبير دعاته في المغرب بانتشار البيعة له بين القبائل المغربية، فرحل إلى المغرب ليتولى الأمر بنفسه في هذه الفترة الحاسمة. وتتفق الروايات على أنه حينما سافر إلى مصر وانتقل منها إلى المغرب كان مطاردا وكان على رأسه جعل
2
لمن يأتي به حيا أو ميتا حيث كان.
والروايات تتفق كذلك على أن الدعوة كانت موكولة في المغرب إلى أبي عبيد الله الصنعاني من صنعاء اليمن، واسمه الكامل هو الحسن بن أحمد بن زكريا، وكان من ولاة الحسبة
Page inconnue