282

Le Triomphe Divin par les Fatwas de l'Imam Shawkani

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

Enquêteur

أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]

Maison d'édition

مكتبة الجيل الجديد

Lieu d'édition

صنعاء - اليمن

الصحيح (١) عن عائشة: أن أم سلمة ذكرت لرسول الله ﵌ كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله". ولابن خزيمة عن مجاهد (٢):﴾ أفرأيتم اللات والعزى ﴿(٣) قال كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره.
وكل عاقل يعلم أن لزيادة الزخرفة للقبور، وإسبال الستور الرائعة عليها، وتسريجها والتأنق في تحسينها تأثيرا في طبائع غالب العوام، ينشأ عنه التعظيم والاعتقادات الباطلة، وهكذا إذا استعظمت نفوسهم شيئا مما يتعلق بالأحياء وبهذا السبب اعتقدت كثيرا من الطوائف الألوهية في أشخاص كثيرة.
ورأيت في بعض كتب التاريخ أنه قدم رسول لبعض الملوك على بعض خلفاء بني العباس، فبالغ الخليفة في التهويل على ذلك الرسول، وما زال أعوانه ينقلونه من رتبة إلى رتبة حتى وصل إلى المجلس الذي يقعد الخليفة في برج من أبراجه، وقد جمل ذلك المنزل بأبهى الآلات، وقعد فيه أبناء الخلفاء، وأعيان الكبراء، وأشرف الخليفة من ذلك البرج وقد انخلع قلب ذلك الرسول مما رأى، فلما وقعت عينه على الخليفة قال لمن هو [١٣] قابض على يده من الأمراء: أهذا الله؟ فقال: ذلك الأمر، بل هذا خليفة الله. فانظر ما صنع ذلك التحسين بقلب هذا المسكين!.
وروي لنا أن بعض أهل جهة القبلة وصل إلى القبة الموضوعة على قبر الإمام أحمد بن الحسين صاحب ذيبين ﵀ فرآها وهي مسرجة بالشمع، والبخور ينفخ في

(١) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٤٢٧) ومسلم في صحيحه رقم (١٦/ ٥٢٨) وأخرجه النسائي (٢/ ٤١ رقم ٧٠٤) وأبو عوانة (١/ ٤٠٠ - ٤٠١) وابن سعد في الطبقات (٢/ ٢٣٩ - ٢٤٠).
(٢) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (٢٨/ ٥٨) وسنده صحيح. وأخرجه البخاري عن ابن عباس موقوفا (٨/ ٦١١).
(٣) [النجم ١٩].

1 / 326