272

Le Triomphe Divin par les Fatwas de l'Imam Shawkani

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

Chercheur

أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]

Maison d'édition

مكتبة الجيل الجديد

Lieu d'édition

صنعاء - اليمن

﴾ فلا تدعوا مع الله أحدا (١) ونحو قوله تعالى: ﴿له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء﴾ (٢) ليس بوارد بل هو من الاستدلال على محل النزاع بما هو أجنبى عنه؛ فإن قوله: ﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾ (٣) مصرح بأنهم عبدوهم لذلك، والمتوسل بالعالم مثلا لم يعبده بل علم أن له مزية عند الله بحمله العلم فتوسل به لذلك، وكذلك قوله: ﴿فلا تدعوا مع الله أحدا﴾ (٤) فإنه نهي عن أن يدعى مع الله غيره، كأن يقول: بالله ويا فلان، والمتوسل بالعالم مثلا لم يدع إلا الله وإنما وقع منه التوسل إليه بعمل صالح عمله بعض عباده كما توسل الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة بصالح أعمالهم، وكذلك قوله: ﴿والذين يدعون من دونه﴾ (٥) الآية، فإن هؤلاء دعوا من لا يستجيب لهم، ولم يدعوا ربهم الذي يستجيب لهم، والمتوسل بالعالم مثلا لم يدع إلا الله ولم يدع غيره دونه، ولا دعا غيره معه.
وإذا عرفت هذا لم يخف عليك دفع ما يورده المانعون للتوسل من الأدلة الخارجة عن محل النزاع خروجا زائدا على ما ذكرناه، كاستدلالهم بقوله تعالى: ﴿وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله﴾ (٦) [٦] فإن هذه الآية الشريفة ليس فيها إلا أنه تعالى المتفرد بالأمر في يوم الدين، وأنه ليس لغيره من الأمر شيء، ولا يملك لغيره من الأمر شيئا، والمتوسل بنبي من الأنبياء أو عالم من العلماء هو لا يعتقد أن لمن توسل به مشاركة لله ﷻ في أمر يوم الدين، ومن اعتقد هذا لعبد سواء كان نبيا أو غير نبي فهو في ضلال مبين.

(١) [الجن:١٨].
(٢) [الرعد:١٤].
(٣) [الزمر: ٣].
(٤) [الجن:١٨].
(٥) [الرعد:١٤].
(٦) [الانفطار: ١٧ - ١٩] وانظر " الفتاوى" لابن تيمية (١/ ١١٤ - ١٢٠).

1 / 316