La Conquête Majeure
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
Enquêteur
محمد حامد الفقي
Maison d'édition
مطبعة السنة المحمدية،القاهرة
Édition
السابعة
Année de publication
١٣٧٧هـ/١٩٥٧م
Lieu d'édition
مصر
Genres
Croyances et sectes
معاذا إلى اليمن قال: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله " - وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله - " فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " أخرجاه١.
قال الحافظ: كان بعث معاذ إلى اليمن سنة عشر، قبل حج النبي صلي الله عليه وسلم، كما ذكره المصنف - يعني البخاري في أواخر المغازي - وقيل: كان ذلك في آخر سنة تسع عند منصرفه صلي الله عليه وسلم من تبوك.
رواه الواقدي بإسناده إلى كعب بن مالك. وأخرجه ابن سعد في الطبقات عنه، واتفقوا على أنه لم يزل على اليمن إلى أن قدم في خلافة أبي بكر ﵁، ثم توجه إلى الشام فمات بها.
قال شيخ الإسلام: ومن فضائل معاذ ﵁ أنه صلي الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن مبلغا عنه، ومفقها ومعلما وحاكما.
قوله: " إنك تأتي قوما من أهل الكتاب " قال القرطبي: "يعني به اليهود والنصارى، لأنهم كانوا في اليمن أكثر من مشركي العرب أو أغلب، وإنما نبهه على ذلك ليتهيأ لمناظرتهم.
وقال الحافظ: هو كالتوطئة للوصية لجمع همته عليها".
قوله: " فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله " ٢ "شهادة" رفع على أنه اسم "يكن" مؤخر. و"أول" خبرها مقدم. ويجوز العكس.
١ البخاري: كتاب المغازي (٤٣٤٧): باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع. ومسلم: كتاب الإيمان (١٩) (٢٩): باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام.
٢ في قرة العيون: وكانوا يقولونها لكنهم جهلوا معناها الذي دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه، فكان قولهم "لا إله إلا الله " لا ينفعهم لجهلهم بمعنى هذه الكلمة، كحال أكثر المتأخرين من هذه الأمة، فإنهم كانوا يقولونها مع ما كانوا يفعلونه من الشرك بعبادة الأموات والغائبين والطواغيت والمشاهد، فيأتون بما ينافيها فيثبتون ما نفته من الشرك باعتقادهم وقولهم وفعلهم، وينفون ما أثبتته من الإخلاص كذلك، وظنوا أن معناها القدرة
1 / 82