بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الشكور، والصلاة والسلام على حبيبه المشكور، وآله وصحبه إلى يوم النشور.
أما بعد: فهذه رسالة مسماة بفتح الغفور في وضع الأيدى على الصدور: قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال: حدثنا سماك، عن قبيصة بن هلب، عن أبيه قال: رأيت رسول الله ﷺ ينصرف عن يمينه وعن يساره، ورأيته يضع يده على صدره.
(ووصف يحي: اليمنى على اليسرى فوق المفصل) .
1 / 23
ورأيت في التحقيق بلفظ: يضع يده على صدره.
قال أبو داد: حدثنا أبو توبة، عن الهيثم - يعني ابن حميد -، عن ثور، عن سليمان بن موسى، عن طاوس قال: كان النبي ﷺ يضع يده اليمنى على يده اليسرى، ثم يشدها على صدره، وهو في الصلاة.
1 / 25
قال ابن عبد البر في التمهيد: وعن طاوس قال: كان رسول الله ﷺ يضع يده اليمنى على يده اليسرى، ثم يشدهما على صدره وهو في الصلاة.
1 / 27
قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا على بن حمشاذ العدل، نا هشام بن علي، ومحمد بن أيوب، قالا ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الجحدرى، عن عقبة بن صهبان، عن على رضى الله عنه (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأنحَر) قال: هو وضعك يمينك على شمالك في الصلاة.
كذا قال شيخنا عاصم الجحدرى عن عقبة بن صهبان.
1 / 28
ورواه البخارى في التاريخ في ترجمة عقبة بن ظبيان عن على (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأنَحَر) وضع يده اليمنى على وسط ساعده على صدره.
1 / 30
قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن بن محمد بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ ثنا أبو الحريش الكلابى، ثنا شيبان، نا حماد بن سلمة، نا عاصم الجحدرى عن أبيه، عن عقبة بن صهبان - كذا - قال: إن عليا قال في هذه الآية (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأَنَحَر) قال:
1 / 31
وضع يده اليمنى على وسط يده اليسرى، ثم وضعهما على صدره.
1 / 32
قال: وأنا أبو الحريش نا حماد، نا عاصم الأحول، عن رجل، ع، أنس مثله، أو قال: عن النبى ﷺ.
1 / 33
أخبرنا أبو زكريا بن أبى إسحاق، أنا الحسن بن يعقوب البخاري، أنا يحيى بن أبى طالبن أنا زيد بن الحباب، نا روح بن المسيب أنا عمرو بن مالك النكرى، عن أبى الجوزاء، عن ابن عباس في قوله تعالى: (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأنَحَر)
1 / 34
(قال: وضع اليمين على الشمال في الصلاة عند النحر) .
وقال ابن عبد البر في التمهيد: وحدثنا وكيع، قال نا يزيد بن زياد ابن أبى الجعد، عن عاصم الجحدرى، عن عقبة بن ظهير عن على في قوله تعالى (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأنحَر) قال: اليمين على الشمال.
1 / 36
ورواه حماد بن سلمة عن عاصم الجحدرى عن عقبة بن صهبان عن على مثله سواء.
وروى عمرو بن مالك، عن أبى الجوزاء، عن أبن عباس في قوله تعالى (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأنحَر) قال: وضع اليمين على الشمال - أى عند النحر كما تقدم.
وقال الدارقطنى: حدثنا محمد بن مخلد، نا محمد بن إسماعيل الحسانى، نا وكيع، نا يزيد بن زياد بن أبى الجعد، عن عاصم الجحدرى، عن عقبة بن ظهير، عن على (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأنحَر) قال: وضع اليمين على الشمال.
1 / 37
أى على الصدر لما في بعض الروايات، ولأن مادة النحر تدل على ذلك.
وقال السيوطى في الدر المنثور: واخرج ابن أبى شيبة في المصنف، والبخارى في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبى حاتم، والدارقطنى في الأفراد، وأبو الشيخ، والحاكم، وابن مردويه، والبيهقى في سننه، عن على في قوله تعالى: (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأنحَر) .
قال: (وضع يده اليمنى على وسط ساعده اليسرى ثم وضعهما على صدره) فى الصلاة.
وأخرج أبو الشيخ، والبيهقى، عن أنس عن النبى ﷺ وأخرج ابن أبي حاتم، وابن شاهين في سننه، وابن مردويه، والبيهقى عن ابن عباس (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأنحَر) .
1 / 38
قال: وضع اليمين على الشمال عند النحر في الصلاة.
قال الخازن: وقال ابن عباس (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأنحَر) .
(أي وضع يدك اليمنى على الشمال عند النحر) .
وقال فى معراج الدراية شرح الهداية: عن على لما قرأ هذه الآية وضع يده اليمنى على اليسرى على صدره.
ونقل بعضهم عن الحاكم أنه قال: هو أحسن فى تأويل الآية.
1 / 39
وقول من قال: وإن كان المراد ما ذكر فمعناه ضع بالقرب من الصدر، وذلك تحت الصدر غلط عقلا ونقلا فتأمل.
ونقل عن ملا الله داد الهندى أنه قال في شرح الهداية: (إذا كان حديث وضع اليدين تحت السرة ضعيفا ومعارضا بأثر على بأنه فسر قوله تعالى: (فَصَلّ لِرَبّكَ وَأنحَر) على الصدر، يجب أن يعمل بحديث وائل الذى ذكره النووى.
قال الطبراني؛ حدثنا بشر بن موسى، نا محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمى، ثنا عمى سعيد بن
1 / 40
عبد الجبار عن أبيه، عن أمه أم يحيى عن وائل قال: حضرت الصلاة مع رسول الله ﷺ فذكر حديثنا إلى أن قال: ثم رفع يديه بالتكبير إلى (أن حاذى بهما) شحمة أذنيه، ثم وضع يمينه على يساره على صدره وروى محوه البزار عنه.
1 / 41
وكذا البيهقى في سننه.
1 / 42
وفى الكل.
محمد بن حجر.
قال البخارى: فيه بعض النظر.
وقال غيره: له مناكير.
قال البيهقى: ورواه أيضا مؤمل بن إسماعيل، عن الثورى، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل أنه رأى النبى ﷺ وضع يمينه على شماله، ثم وضعهما على صدره.
قلت: فمؤمل صدوق، سيء الحفظ كما في التقريب.
1 / 43
ويؤيد هذا ما ذكره غير واحد من العلماء أن ابن خزيمة روى في صحيحه هذا الحديث.
1 / 44
قال النووى
1 / 48
في خلاصة الأحكام: وعن وائل قال: صليت مع رسول الله ﷺ، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى.
فإن قلت يعارض هذا ما ذكره الشيخ قاسم في تخريج
1 / 49