La Conquête du Darfour
فتح دارفور سنة ١٩١٦م ونبذة من تاريخ سلطانها علي دينار
Genres
ولما تركها هو ومن ذكر من أهله، وعشيرته، ومن تبعه من بقية جنده، وعبيده قابلهم في الطريق بئر بها ماء، فذهب كل منهم يريد الشرب، فحصل من تزاحمهم عراك شديد كانت نتيجته أن قتل بعضهم بعضا، فتأثر السلطان لهذا الحادث، وبكى بكاء مرا ، وتذكر عزه وجلاله، وذرف الدمع سخينا على أيام كانت تعنو فيها لصولته الرعية، ولا ينبس أحد أمامه ببنت شفة. وما العظمة إلا لله الواحد القهار، وسبحان مبدل الليل والنهار.
وفي يوم 2 يولية من السنة عينها صدر الأمر بقيامي مع البطارية
A
وبلوكين هجانة تحت قومندانية القائمقام «هادلستون بك» قومندان عام الهجانة، فوصلنا الساعة
من صباح يوم 5 من الشهر المذكور بعد ذلك المسير إلى بلدة تسمى «الودع».
وقد علمنا بوصول الخليل «واد كرومه» الشهير، والمثير لهذه الحرب، وأنه لا يزال جريحا من واقعة برنجية. (34) القبض على الخليل
فحملناه على عنجريب وأحضرناه إلى المعسكر تحت مراقبة حرس قوي، وقد كنت أتمنى أن أرى ذلك الرجل المشهور الذي يرن اسمه في كل بلدة من بلاد دارفور، فجلست معه ورأيت أن أول رصاصة قد مرت من ثديه الأيمن، وخرجت من نصف ظهره الأيسر، أي ضلعه الأيسر على بعد ثلاث أصابع من سلسلة الظهر، والأخرى مرت من كف رجله اليمنى، ثم رأيت آثار دانة أي قذيفة مرت على ظهره مرورا، وهذه هي التي سببت له ما يماثل الشلل، وأظن أنه لو لم يكن مجروحا لكان له معنا شأن آخر، وحالة غير التي رأيناها. (35) أوصافه
وهو أسمر فاتح عيناه كعيني الصقر، لا تستقران مع حلاوة فيهما، مستدير الوجه ذو لحية مستديرة، له ثبات غريب، وإعجاب بنفسه كأنه يحس بصولته، ورجولته، ولا عجب فقد كان الحاكم بأمره في «أم شنقا» و«جبل الحلة»، و«بروش»، و«كدادة»، و«أبيض». وهو ذو ذكاء قل أن يوجد في غيره من أمثاله، تكلمه فلا يلقي الكلام جزافا، بل تراه يتريث، ويجيبك بعقل، وتؤدة، ورزانة.
ولقد فاتني أن أقول إن المسافة من «الفاشر» إلى «الودع» كلها حلل عامرة، والأرض مكسوة ببساط سندسي جميل، والهواء ما وجدت أمتع منه في حياتي.
ولا يعزب عن البال أن «الخليل» هذا هو من أشهر، وأعرق قبائل دارفور، وقد كانت له مكانة خاصة عند السلطان؛ ولذلك زوجه من إحدى بنات بيت الملك، وأجاز له ما لا يجوز لغيره كالإذن بالإعدام في البلاد التي كان أميرا، وحاكما عليها، ومن ثم كنت ترى الخليل يحب السلطان حبا جما، ويحلو له أن يسفك دمه فداء لسيده . وقد بلغني أنه قام يوم واقعة جبل الحلة بعد أن استحم، وتعطر، وتدلك
Page inconnue