La Conquête du Darfour
فتح دارفور سنة ١٩١٦م ونبذة من تاريخ سلطانها علي دينار
Genres
تركنا أربعة مدافع ميدان بجبل الحلة، وتقدمنا مسافة على بعد ساعة منه، واحتللنا الآبار التي في بلدة «اللجود» فوجدناها سليمة، ووجدنا ماءها غزيرا، فملأنا الأوعية، وسقينا الجمال، والخيل، والبغال، وبتنا بها تلك الليلة. (13-3) العودة المعجلة إليه ثانية
وفي ظهر يوم 23 مارس سنة 1916م جاءتنا إشارة تلفونية بواسطة «الهيلوجراف» وهي الإشارة بالمرآه، باحتمال هجوم العدو على القوة المرابطة بجبل الحلة نظرا لقلتها، وحينئذ صدر الأمر بالعودة المعجلة إلى هذا الجبل.
وفعلا كان ذلك، فوصلنا إليه الساعة 4 بعد الظهر، وعسكرنا به، واستعددنا لكل أمر مفاجئ وإصلاء العدو وابلا من الرصاص. (13-4) رحيل الأهالي من جبل الحلة
وقد صدر أمر القيادة العامة برحيل الأهالي من جبل الحلة خيفة الهجوم عليه حتى لا يتحملوا أي خسارة، وفعلا نفذ ذلك ورحل أغلبهم إلى بلدة «اللجود».
وفي يوم 26 مارس 1916م صدر الأمر إلى صنفي أن يقوم إلى بلدة اللجود مع البطارية حرف
A
أي مع صنفين منها، وهما: صنف المكسيم السريع الذي تحت حكمدارية حضرة الملازم الأول «محفوظ أفندي ندا»، وصنف الميدان الذي تحت حكمدارية حضرة اليوزباشي «محمود أفندي زكي رشاد»، وكنا جميعا تحت حكمدارية البكباشي «ثوربورن» من الطوبجية، وكان الغرض من قيامنا إلى البلدة المذكورة أن نعسكر بها مع بلوكين من الهجانة، وبلوك بيادة راكبة لحمايتها من الهجوم المنتظر عليها، ثم المحافظة على الآبار التي بها، فوصلنا إليها الساعة 1 والدقيقة 30 بعد الظهر، وعسكرنا في المكان المخصص لنا. (14) عودتي إلى «أم شنقا» ثانية مع بلوك هجانة
صدر لي الأمر أن أقوم بصنفي مع بلوك هجانة إلى «أم شنقا»، ومعنا بلوك حملة، فقمنا من بلدة اللجود الساعة 4 والدقيقة 30 صباح يوم 30 مارس سنة 1916م، فوصلنا إليها الساعة 12 ظهر اليوم المذكور، فقابلت قومندان المعسكر القائمقام «مكاون بك» القومندان الثاني لأورطة العرب الشرقية، فعين لي المكان الذي سأعسكر فيه، وكانت المسافة من بلدة اللجود إلى «أم شنقا» 22 ميلا تقريبا. (14-1) أهمية «أم شنقا» في ذلك الوقت
لقد كانت «أم شنقا» محل التعيينات العام للتجريدة؛ لورود المئونة إليها، ثم صدورها منها إلى مركز النهود. أضف إلى ذلك أن بها بلوكين من أورطة العرب الشرقية، وبلوك الهجانة، وصنفي أنا المزود بمدافع المكسيم السريعة الانطلاق، وقوة من قسم الأشغال، والقسم الطبي، فالقسم البيطري. وقد كان الحصول على المياه بها من الصعوبة بمكان لقلة الآبار، وعمقها السحيق.
والخلاصة أن التعب كان ناشئا عن قلة الماء، فالعسكري كان مرتبه جالونا واحدا من الماء في الأربع والعشرين ساعة، والضابط جالونا ونصف جالون في هذه المدة أيضا.
Page inconnue