La conquête arabe de l'Égypte
فتح العرب لمصر
Genres
11
وقد أقام جيش العرب الصغير عيد الأضحى في العاشر من ذي الحجة من عام 18 للهجرة، وهو اليوم الثاني عشر من ديسمبر سنة 639
12
للميلاد، وهو عيد القربان وعيد الحج عند المسلمين، وكان الاحتفال غير خال من الجد والرونق بين هؤلاء العرب الذين كانوا يسيرون مع زعيمهم العظيم تربطهم به روابط النسب والولاء، وذلك مع ما كانوا عليه من قلة - إذ كانوا لا يعدون أن يكونوا كتيبة من جند الصحراء - ومع عظيم ما جاءوا له؛ إذ جاءوا لفتح بلاد الفراعنة. وكان أكثر من مع عمرو من الجند من قبيلة «عك»، وإن كان الكندي يقول إن ثلث الناس كانوا من «غافق».
13
ويروي ابن دقماق أنه قد كان مع جيش العرب جماعة ممن أسلم من الروم، وقد سماهم في كتابه، وقال أيضا إنه قد كان مع جيش العرب جماعة ممن أسلم من الفرس الذين كانوا باليمن، ولعل هؤلاء جاءوا فيما بعد مع الأمداد التي بعث بها الخليفة إلى مصر.
14
والآن فلننصرف إلى عمرو نفسه، فأي رجل كان هو بين الرجال؟ لقد جاء في الأخبار كثير من أقواله وذكر صفاته، وإذا نحن أردنا أن نكتب تاريخ فتح العرب لمصر كان لزاما علينا أن نكتب شيئا عن قائد ذلك الفتح. كان عمرو بن العاص في نحو الخامسة والأربعين من عمره في وقت غزو مصر،
15
وكان قصير القامة وقوي البنية، مرن الأعضاء، تعود جسمه احتمال المشقة. وقد ساعده ذلك على أن يبرز في أفانين الفروسية والضرب بالسيف، وهي الفنون التي اعتاد أهل الفروسية في الغرب أن يقرنوها باسم العرب.
Page inconnue