La conquête arabe de l'Égypte
فتح العرب لمصر
Genres
Bibliotheca Geographica Arabica ، ونسمي من هؤلاء الإصطخري (ولعله ممن كتب في القرن التاسع)، وأبا القاسم بن حوقل (وكتب حوالي سنة 960 للميلاد)، وشمس الدين المقدسي، وابن رستاه، وابن الفقيه (وكتبا حوالي سنة 900 للميلاد)، وابن واذح أو اليعقوبي (المتوفى سنة 874 للميلاد)، وهو حجة عظيم القدر، غير أن «فيل» لا يعرف عنه شيئا، والمسعودي (وكتب حوالي سنة 960 للميلاد)، وهو كاتب دقيق الملاحظة، وما كتبه ذو قيمة كبرى في وصف آثار الإسكندرية.
ابن قتيبة (828-889 للميلاد) خلف «كتاب المعارف»، وهو عبارة عن قاموس تاريخي لتراجم حياة الأعلام، وقد قال عنه «فوستنفلد»: «إنه أقدم الكتب التاريخية المحضة التي بقيت إلى الآن من مؤلفات العرب.» ولكن الظاهر أنه أخذ أخباره من الرواية الشفوية وحدها بغير أن يرجع إلى المدونات، وقد أكثر النقل عنه متأخرو المؤلفين العرب، غير أنه لم يأت في أخباره عادة إلا بالقليل، وأسلوبه غير مفصل ولا مستفيض، وذلك أمر غير عجيب، بل هو المتوقع منه.
والآن فلننتقل إلى ذكر علم من أشهر الكتاب، ومن أجلهم قدرا في أكثر ما كتب، وهو الطبري (839-923 للميلاد)، وقد ولد في بلاد طبرستان، واسمه مشتق منها، وتلقى كثيرا من العلم، ثم ضرب في البلاد، فذهب إلى العراق والشام ومصر، ودرس القرآن والحديث والفقه والتاريخ، ثم عاد إلى بغداد وأقام بها، واشتغل بالتدريس والكتابة، وأخباره في العادة دقيقة، ويعنى بها عناية كبرى، ويفصل فيها تفصيلا وافيا مجليا، ولكن من أكبر ما يدعو للأسف أن كتابه ناقص نقصا عظيما في أخبار فتح مصر؛ فإن روايته في ذلك قليلة قلة شديدة، وزيادة على قلتها قد دخلها خلط كبير في كل ما يتعلق بوصف البلدان وتواريخ الحوادث، وذلك يدعو إلى كثير من التضليل. على أننا نرى أنه من الجائز أن يكون العيب في ذلك عيب النساخ، وليس عيب المؤلف؛ إذ قد يكون النساخ قد اختصروا الأصل، ولم تكن لهم خبرة تسددهم في اختيار ما يجب اختياره، وإغفال ما يجمل بهم إغفاله من الأخبار والروايات التي أوردها المؤلف بعضها إلى جانب بعض في ديوانه. ولعل ذلك يوضح لنا العلة في أمر عجيب في ذلك الكتاب؛ إذ جاء فيه ما قد يفيد أن فتح الإسكندرية قبل فتح منفيس أو مصر.
والمؤرخ المسيحي سعيد بن بطريق معروف معرفة عظيمة باسم آخر أكثر شيوعا، وهو «أوتيكيوس»؛ وعلى ذلك فلسنا في حاجة إلى الإطالة في ذكره؛ فقد ولد في الفسطاط في سنة 876، وتوفي سنة 960 للميلاد، وكان عالما ممتازا في الطب والدين والتاريخ، وصار بطريق الملكانية من سنة 933، واستمر عليها إلى وفاته، وينتهي ديوانه في سنة 938، وقد نسج به تاريخا سائغ المقرأ، غير أنه لم يكن تاريخا نقديا، وقد جمع في نسجه كل ما وجده دونه من خيوط الأخبار في المؤلفات؛ وعلى ذلك قد حفظ أخبارا كثيرة ذات شأن كبير، وديوانه فيه غلطة ثابتة في التاريخ مقدارها ثماني سنوات، سوى ما فيه فوق ذلك من الأخطاء وخلاف المتفق عليه.
ودوننا كاتب مسيحي آخر، وهو الأسقف القبطي للأشمونيين، نعني ساويرس (ابن المقفع)، وكتب تاريخ حياة البطارقة، وهو كتاب لم ينشر، ولا يعرف عنه إلا القليل، اللهم سوى ما أخذ عنه رينودو في كتابه، وتوجد ثلاث نسخ مخطوطة من هذا الكتاب؛ إحداها في المتحف البريطاني، وهي مما تخلف من نحو القرن الخامس عشر، والثانية في المكتبة الأهلية (بباريس)، وهي من نحو القرن الرابع عشر، والثالثة وهي قبل هاتين بمدة طويلة، ولعلها من نحو القرن الثاني عشر، وهي في حيازة مرقس بك سميكة (مرقص باشا سميكة) في القاهرة. وكتاب ساويرس عظيم الفائدة فيما يتعلق بتاريخ الكنيسة، غير أنه ليس فيه كبير غناء فيما سوى ذلك من أخبار الدنيا، وقد كان يعيش في القرن العاشر، ولكن لم يتحقق تاريخ وفاته الصحيح. والنسخة الخطية التي في باريس بها مقدمة من كتابة محبوب بن منصور، وهو شماس كان بالإسكندرية في النصف الأخير من القرن الحادي عشر، وقد كان يحرر في كتاب «تاريخ حياة البطارقة»، وقد قال ساويرس في مقدمته التي كتبها بنفسه: إنه كان يلجأ إلى بعض القبط ليترجموا له الوثائق القبطية واليونانية إلى اللغة العربية؛ إذ إن اللغتين المذكورتين كانتا حتى عند ذلك غير معروفتين لأكثر المسيحيين. وهذا عظيم الدلالة؛ إذ يظهر الحال من الاضمحلال التي هوت إليها لغة القبط ولغة اليونان، كما أنه يظهر جهل ساويرس بهاتين اللغتين. والحق أن ذلك الدليل على جهل اللغة القبطية عجيب مدهش، حتى ليلوح لنا أنه لا يكاد يصدق (انظر ثبت الكتب المخطوطة في باريس، طبعة دي سلان، صفحة 83).
فلنمض الآن من التاريخ الكنسي الذي كتبه ساويرس المصري إلى الرسالة التي كتبها الماوردي عن الأحكام السياسية، وكان الماوردي من بغداد (975-1058)، وقد بلغ أعلى شأو في ميدان الفقه والقضاء والسياسة، وكان ممتازا بسعة علمه ودقة حكمه، كما كان ممتازا باستقامته واستقلاله وعزة نفسه، وكتابه في «الأحكام السلطانية» مؤلف نفيس، فيه قوة في البيان وعمق في البحث، وهو عمدتنا فيما نعرف عن نظام الضرائب في الإسلام، كما أنه عمدتنا في كثير غير ذلك من مسائل الشريعة والعرف.
وإذا نحن استثنينا هذا الكتاب لم نجد إلا فراغا منذ القرن العاشر إلى القرن الثاني عشر، حتى نأتي إلى عصر كتاب الإدريسي في الجغرافيا، وكان الإدريسي من أهل الأسفار، ولما بلغ من العمر ستين عاما نزل ضيفا كريما على بلاط الملك روجر الثاني في صقلية، وكتاب الإدريسي يحوي طائفة من الأخبار القيمة. وأتى بعده بفترة قصيرة كتاب ابن الأثير (1160-1232)، ثم كتاب أبي صالح، وكان يعيش في العصر نفسه، وكتب حوالي سنة 1200، ولعله ولد قبل مولد ابن الأثير ببضع سنين، ثم يلي ذلك كتاب ابن خلكان «وفيات الأعيان». وكان ابن الأثير من أهل ما بين النهرين، وكان أكثر درسه للعلم في الموصل وبغداد، وقضى معظم حياته في الدرس والأدب، ولكنا لا نستطيع أن نجعله في الميدان الذي نحن فيه إلا في مرتبة دون مرتبة كبار المؤرخين، ولعله نقل أخبار الفتح عن كتاب الطبري، وما جاء فيه من ذلك لا يزيد الأمر إلا تحييرا. ومن أعجب الأمور أن كتابه الذي يسميه «الديوان الكامل» تزيد قيمته بعد أن نخرج من فترة الفتح، حتى إنه ليخيل إلينا أن القضاء جرى بأن يلقي أخبار الفتح في مجاهل النسيان. وأما ابن خلكان فقد كان صديقا لابن الأثير، وخلف كتابا في تراجم الأعيان، وقد نقلنا عنه كثيرا من الأخبار، وتوجد نسخة قيمة من ذلك الكتاب في اللغة الفرنسية، نشرها
Mac Guckin de Slane ، وكتاب أبي صالح «تاريخ الكنائس والديارات» معروف اليوم، والفضل في ذلك يرجع إلى نسخة المستر
B. T. Evetts
التي طبعت في أكسفورد.
Page inconnue