La conquête arabe de l'Égypte
فتح العرب لمصر
Genres
6 - وكان يعيش في عصر المقريزي - يقول إن الباب الغربي هو الباب الذي يلي كنيسة المعلقة.
ومن أغرب ما يذكر هنا أن ذلك الباب الحديدي الذي يلي المرسى القديم كان إلى سنة 1400 للميلاد لا يزال مدخل الحصن الذي يلجه الناس منه، وكان السوق الذي يسمونه «السوق الكبير» واقعا إلى جوار ذلك الباب، وكانت هناك طريق تنفذ من ذلك الباب مما يلي كنيسة المعلقة، ثم تسلك الحصن كله حتى تخرج من أسواره من باب في الشمال في تجاه جامع عمرو. وكان إلى جوار ذلك الباب الحديدي كذلك مخفر بنائه، ولعله كان ذلك البناء الروماني المنفصل عن الحصن، وقد بقيت للآن منه بقية صغيرة. ومع أن عبارة ابن دقماق يفهم منها أن الحصن كانت له أبواب عدة أخرى، فإنه لا يذكر إلا بابا آخر، وهو في الجانب الغربي، ولعله كان الباب بين الصرحين. وما دام الأمر كما وصفنا، فإنه يكون من الثابت أن السور الغربي كان على النيل، وأن السفن كانت تبلغ الباب الحديدي، ولكن النهر في هذه الأيام قد بعد بعدا كبيرا عن أسوار الحصن، وعلت الأرض حوله فطمرت نصف أسواره، فذلك النصف من الأسوار قد بقي تحت الأرض محفوظا إلى اليوم لم تعصف به يد الهدم، ولعله ينكشف يوما مما علاه فيظهر للعين.
وكانت جزيرة الروضة كذلك ذات حصون ومنعة في ذلك العصر، وكانت تزيد في قوة حصن بابليون وخطره الحربي بأنها كانت في وسط النهر تملك زمامه. ويظهر من قول ابن دقماق
7
أن العرب غزوا تلك الجزيرة في أثناء حصارهم لحصن بابليون، فلما خرج الروم من هناك هدم عمرو بعض أسوارها وحصونها، فبقيت مجردة عاطلة حتى أعاد ابن طولون بناء أسوارها في عام 876 ليجعلها مقرا لخزائنه وقصره الخاص. وكانت تلك الجزيرة تتخذ لغرض آخر، فكان يسميها العرب في العصور المتأخرة «جزيرة دار الصناعة»، وقد بني مقياس النيل في الطرف الجنوبي منها في سنة 716 للميلاد بدل مقياس قديم كان في حصن بابليون.
وكان الإقليم الذي إلى شرق الحصن في وقت الفتح مزارع فسيحة، وكانت إلى شماله الحدائق وحوائط الكرم، وفيما يليها إلى الجبل الشرقي كنائس وأديرة متصلة إلى الموضع الذي به اليوم جامع ابن طولون وقلعة الكبش. وقد بقيت بعض هذه الكنائس وتلك الأديرة إلى اليوم، بعضها داخل سور القاهرة وبعضها خارجه، مع أن الملك الناصر بن قلاوون
8
هدم أكثرها في القرن الرابع عشر.
وأما منشأ بناء الحصن فقد ذهبنا فيه إلى رأي
9
Page inconnue