77

La Victoire sur Abu al-Fath

الفتح على أبي الفتح

Chercheur

عبد الكريم الدجيلي

Maison d'édition

دار الشؤون الثقافية العامة

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٩٨٧ م

Lieu d'édition

بغداد - العراق

أي تحدق بك الرماح والسيوف فتغطي عينيك كما تغطيها الأشفار. وهذا كأنه من قول الآخر: وإذا دُعوا لنزال يوم كريهة ... ستروا شُعاع الشمسِ بالخُرصان هذا تفسيره. وعندي أن الأمر بخلاف ذلك. وما بال السيوف والرماح تغطي بها عينه دون سائر الأعضاء. بل أي موضع في هذا البيت لفظه تدل على التغطية. ولم يتكلف ما يعسر تمحله فيقال كثرت عليه الرماح والسيوف حتى صارت كأنها غطاء على عينه إذا مدَّ بصره. والعين قد تبصر ما في السماء ولا تغطيه عليها الرماح والسيوف. هذا والشاعر يقول غير ما ذهب إليه، ويريد غير ما تمحله. وإنما قوله: (تذرك وإنما أشفار عينيك) كقولك: تركت زيدًا وإنما عينه سماء هاطلة. وتركته وإنما جنبه دم سائل، إذا أثخنته ضربًا وتركت الأرض وإنما جنة. يريد إذا صحت يا لجلهمة اجتمعت إليك فهابك كل واحد كأنك إذا نظرت إلى رجل بعينك أشرعت إليه رماحًا، وصلت عليه بسيوف. كأنه قال: صح بال جلهمةِ يتركك. وهذا حالك من الهيبة في القلوب. فان قال المحتج عن الشيخ أبي الفتح إنه ذهب بقوله: تغطى عينك كما تغطيها الأشفار إلى ما أوردناه من معنى الهيبة لحضور السيوف والرماح لا على تشبيه الشفر بالرمح، أو غنائه مغناه فمبطلُ فما يدعيه إذا كان الرجل لم يأت بمعنى التغطية البتة. وقد ادعاه الشيخ أبو الفتح لفظًا ثم زاده توكيدًا بأن قال: كأنه مأخوذ من قول القائل:

1 / 111