La Conquête de l'Inépuisable

Zakariyya al-Ansari d. 926 AH
38

La Conquête de l'Inépuisable

فتح الباقي بشرح ألفية العراقي

Chercheur

عبد اللطيف هميم وماهر الفحل

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الطبعة الأولى

Année de publication

1422 AH

Lieu d'édition

بيروت

وأذن لَهُ في إقراء " شرح النخبة " وغيرها من مصنفاته في حياته، وكذا فعل غَيْر ابن حجر حَتَّى قَالَ العيدروسي: «وتصدّى للتدريس في حياة غَيْر واحد من شيوخه» (١). وهكذا أصبح المترجم من المؤهلين للانضمام إلى ركب العُلَمَاء، وأن يشقَّ طريقه وسطهم. خامسًا: صفاته وأخلاقه لقد كَانَ الْقَاضِي زكريا بن مُحَمَّد الأنصاري مضرب المثل في وقته في حَسَن الخلق، والتحلي بمكارم الأخلاق وفضائلها، لا يدع بابًا إليها إلاَّ دخله، قَالَ العلائي (٢): «قَدْ جمع من أنواع العلوم والمعارف والمؤلفات المقبولة ومكارم الأخلاق وحسن السمت والتؤدة والأخذ عَنْ الأكابر مَا لَمْ يجمعه غيره» (٣). ولعل أبرز صفاته التي كَانَ يتحلَّى بِهَا أنه كَانَ حافظًا للجميل شاكرًا لصنيع المحسنين إليه، ويدل عَلَى ذَلِكَ -كَمَا مَرَّ- أن الشَّيْخ ربيع بن عَبْد الله كَانَ صاحب الفضل عَلَيْهِ في توجهه إلى طلب العِلْم وسفره إلى القاهرة، فكان ردّ المترجم عَلَى ذَلِكَ أنه: «إذا ورد عَلَيْهِ الشَّيْخ ربيع أو زوجته أو أحد من أقاربه يجعله في زمن صمدته ومنصبه، وَكَانَ يقضي حوائجهم ويعترف بالفضل لَهُمْ، وربما مازحته زوجة الشَّيْخ ربيع التي ربَّتْهُ» (٤). وَكَانَ في النهاية من الانهماك في طلب العِلْم، لا يجعل لنفسه متنفسًا سواه، حَتَّى أشغله عَنْ مأكله ومشربه، فحكى عَنْ نَفْسه، قَالَ: «جئت من البلاد وأنا شابٌّ فلم أعكف عَلى الاشتغال بشيء من أمور الدنيا وَلَمْ أعلّق قلبي بأحد من الخلق، قَالَ: وكنت أجوع في الجامع كثيرًا، فأخرج في الليل إلى الميضأة وغيرها، فأغسل مَا أجده من قشيرات البطيخ حوالي الميضأة وآكلها، وأقنع بِهَا عَنْ الخبز» (٥).

(١) النور السافر: ١١٣، وانظر: الكواكب السائرة ١/ ١٩٩، وشذرات الذهب ٨/ ١٣٥. (٢) هو متأخر، غير الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي الشهير. (٣) الكواكب السائرة ١/ ٢٠٠. (٤) الكواكب السائرة ١/ ١٩٦. (٥) المصدر السابق.

1 / 41