La Grâce d'Allah, le Merveilleux à l'Exposition du Livre de l'Unicité

Hamed bin Mohammed d. Unknown
146

La Grâce d'Allah, le Merveilleux à l'Exposition du Livre de l'Unicité

فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

Genres

فإذا شهدت العقول على صفاته وتفكرت في أفعاله الجميلة وتدبرت أقواله الحسنة لدل ذلك على أن من هذه أفعاله التي أبهرت العقول وعجزت عن إدراك حقيقتها أنه هو الله لا إله إلا هو قال تعالى: {أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} . [النمل: 60- 64] . وقال تعالى: {الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين, هو # الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين} . [غافر: 64- 65] .

وأما الفطرة فمعلوم بالضرورة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة أنه لا زعم لأحد أن العالم له صانعان متكافئان في الصفات والأفعال بل ولا أثبت أحد من بني آدم إلها مساويا لله في جميع صفاته، بل عامة المشركين بالله مقرون بأنه ليس له شريك مثله بل عامتهم مقرون أن الشريك الذي زعموا أنه مملوك لله سواء كان ملكا أو نبيا أو كوكبا أو صنما كما كان مشركو العرب يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك، فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. وقد ذكر أرباب المقالات ما جمعوا من مقالات الأولين والآخرين في الملل والنحل والآراء والديانات فلم ينقلوا من أحد إثبات شريك مشارك في خلق جميع المخلوقات ولا مماثل له في جميع الصفات بل من أعظم ما نقلوا في ذلك قول الثنوية الذين يقولون بالأصلين النور والظلمة، وأن النور خلق الخير وأن الظلمة خلق الشر، ثم ذكروا لهم قولين أحدهما أنها محدثة فتكون من جملة المخلوقات، والثاني أنها قديمة لكنها لم تفعل إلا الشر، فتكون ناقصة في ذاتها وصفاتها ومفعولاتها عن النور، وأهل الفلسفة والطبع والنجوم الذين يجعلون هذه الفاعلات مصنوعة مخلوقة لا يقولون: أنها غنية عن الخالق مشاركة له في الخلق.

فأما من أنكر الصانع كالقول الذي أظهر فرعون فذلك جاحد بلسانه ولكنه بجنانه معترف ومذعن ومقر كما قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} . [النمل: 14] .ط

Page 189