129

Fath al-Qareeb al-Mujeeb sur Targhib wal-Tarhib

فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب

Enquêteur

أ. د. محمد إسحاق محمد آل إبراهيم

Maison d'édition

المُحقِّق

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Genres

وقوله في حديث هرقل عظيم الروم أنه كتب إليه أمر بذلك لأن من صفته ﵊ أنه النبي الأمي الذي لا يحسن الكتابة، قال اللّه تعالى: ﴿وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ﴾ (^١)، نعم قال القرطبي (^٢): إن الكتابة وقعت على سبيل المعجزة في قصة الحديبية، فإن فيها: فأخذ النبي ﷺ الكتاب وليس يحسن أن يكتب فكتب: هذا ما قاضي عليه محمد بن عبد اللّه والمسألة عزيزة، وقد وقع فيها نزاع عظيم بها بلاد المغرب وأرسلوا إلى علماء الإسلام يسألون عنها ولها قصة غريبة.
قوله: عظيم الروم، دليل على أن مثل ذلك جائز مطلوب للمصلحة والتآلف لأنه أدعى للقبول وهي حكاية مصطلحهم في الألقاب على أن إضافة عظمته إلى الروم مشعرة بأنه بضدها عند المسلمين.
وقوله: من محمد بن عبد الله إلى آخره فيه إشارة إلى عز العبودية وشرفها في مقابلتها بتسمية هرقل بعظيم الروم أي فالشرف والعزة في هذه النسبة لا في تلك واللّه أعلم قاله في شرح الإلمام (^٣).
قوله: يا أهل الكتاب، ففيه أن فضيلة أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى أعلى درجة من مخاطبة المشركين أهل الأوثان لما سبق لكم من شرف العلم بكتابهم وخاطبهم بذلك فرجعوا إلى ما فيه شواهد نبوته ﵇، وفيه:

(^١) سورة العنكبوت، الآية: ٤٨.
(^٢) انظر تفسير القرطبي (١٣/ ٣٥٢).
(^٣) شرح الإلمام للعرياني لم نعثر عليه والشارح ينقل عنه كثيرًا.

1 / 129