Fath al-Mabūd fī al-radd ʻalá Ibn Maḥmūd

حمود بن عبد الله التويجري d. 1413 AH
119

Fath al-Mabūd fī al-radd ʻalá Ibn Maḥmūd

فتح المعبود في الرد على ابن محمود

Maison d'édition

مطبعة المدينة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان: وعطف الشيء على الشيء في القرآن وسائر الكلام يقتضي مغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه مع اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في الحكم الذي ذكر لهما. انتهى. وسيأتي قول الرازي أن عطف النبي على الرسول يوجب المغايرة وهو من باب عطف العام على الخاص. انتهى. وإدخال حرف (لا) بين واو العطف والمعطوف صريح في التفريق بين الرسول والنبي كقوله تعالى: ﴿مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ وقوله: ﴿لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ﴾ وقوله تعالى: ﴿مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ﴾ وقوله تعالى: ﴿فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ﴾ وأمثال هذه الآيات. وقد جاء في (تنوير المقباس من تفسير ابن عباس) ما نصه ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ﴾ يا محمد (من رسول) مرسل (ولا نبي) محدث ليس بمرسل ﴿إِلَّا إِذَا تَمَنَّى﴾ قرأ الرسول أو حدث النبي ﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ في قراءة الرسول وحديث النبي. انتهى. وقال ابن جرير في تفسير هذه الآية ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ الآية: فتأويل الكلام ولم يرسل يا محمد من قبلك من رسول إلى أمة من الأمم ولا نبي محدث ليس بمرسل إلا إذا تمنى. انتهى. وقال القاضي عياض: المعنى وما أرسلنا من رسول إلى أمة أو نبي وليس بمرسل إلى أحد. انتهى. وقال الثعلبي في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ﴾: الرسول الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل إليه عيانا ومحاورته إياه شفاها، والنبي الذي تكون

1 / 121