Fatwas Lumière sur le Chemin
فتاوى نور على الدرب
Genres
Fatwas
فالمقصود أن إتيان القبور لسؤال أهلها الشفاء أو النصر أو ما أشبه ذلك، منكر ومن الشرك الأكبر، وهذا من عمل الجاهلية، وإنما تزار القبور للسلام على أهلها والدعاء لهم، والترحم عليهم، كما كان النبي ﷺ يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين» (١) ويدعو لهم: اللهم اغفر لهم، اللهم ارحمهم، ونحو هذا، فهذه هي الزيارة الشرعية.
«وكان النبي ﷺ يزور قبور البقيع فيقول: السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر.» (٢)
هذه هي الزيارة الشرعية، أما الزيارة لدعاء الميت، أو الاستغاثة بالميت فهذا من الشرك الأكبر، وهكذا الطواف بقبره يرجو شفاعته أو يرجو عائدته أو يرجو أن يشفي مرضه، فكل هذا من الشرك الأكبر، وهكذا التمسح بتراب القبر والاستشفاء بتراب القبر، فهذا من عمل الجاهلية ومن الشرك الذي حرمه الله ﷿.
فالواجب على أهل العلم أن ينبهوا العامة، وأن يوضحوا لهم أن هذا لا يجوز، وأن الله هو الذي يسأل ﷾ ويرجى لشفاء المرض والنصر على الأعداء ونحو ذلك ﷾. وهو القائل جل وعلا: ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ (٣) [الجن: ١٨]، والقائل: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (٤) [غافر: ٦٠]، وقال ﷾: ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (٥) [يونس: ١٠٦] .
(١) صحيح مسلم الجنائز (٩٧٥)،سنن النسائي الجنائز (٢٠٤٠)،سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٤٧)،مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٥٣) . (٢) سنن الترمذي الجنائز (١٠٥٣) . (٣) سورة الجن الآية ١٨ (٤) سورة غافر الآية ٦٠ (٥) سورة يونس الآية ١٠٦
1 / 148