ثانيًا: هذا الرجل دعا الله -تعالى- باسم الرب «يا رب، يا رب» والتوسل إلى الله -تعالى- بهذا الاسم من أسباب الإجابة، لأن الرب هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور فبيده مقاليد السماوات والأرض، ولهذا تجد أكثر الدعاء الوارد في القرآن الكريم بهذا الاسم: (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) (: ١٩٣) (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (١٩٤) (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) (آل عمران: الآيات ١٩٣-١٩٥) فالتوسل إلى الله -تعالى- بهذا الاسم من أسباب الإجابة.
ثالثًا: هذا الرجل كان مسافرًا والسفر غالبًا من أسباب الإجابة، لأن الإنسان في السفر يشعر بالحاجة إلى الله ﷿ والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيمًا في أهله، وأشعث أغبر كأنه غير معني بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجئ إلى الله ويدعوه على أي حال كن هو، سواء كان أشعث أغبر، أم مترفًا، والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي ﷺ، أن الله -تعالى- ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين فيها يقول: «أتوني شعثًا غبرًا ضاحين من كل فج عميق» (١)
هذه الأسباب لإجابة الدعاء لم تجد شيئًا، لكون مطعمه
_________
(١) أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب فضل الحج والعمرة ويوم عرفة (٤٣٦) .
1 / 54