س١٧: سئل فضيلة الشيخ: عن الشهادتين؟
الجواب: الشهادتان «شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله» هما مفتاح الإسلام ولا يمكن الدخول إلى الإسلام إلا بهما، ولهذا أمر النبي ﷺ، معاذ بن جبل ﵁ حين بعثه إلى اليمن أن يكون أول ما يدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله (١) .
فأما الكلمة الأولى: «شهادة أن لا إله إلا الله» فأن يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بأنه لا معبود حق إلا الله ﷿ لأن إله بمعنى مألوه والتأله التعبد. والمعنى أنه لا معبود حق إلا الله وحده، وهذه الجملة مشتملة على نفي وإثبات، أما النفي فهو «لا إله» وأما الإثبات ففي «لا إله» والله «لفظ الجلالة» بدل من خبر «لا» المحذوف، والتقدير «لا إله حق إلا الله» فهو إقرار باللسان بعد أن آمن به القلب بأنه لا معبود حق إلا الله ﷿ وهذا يتضمن إخلاص العبادة لله وحده ونفي العبادة عما سواه.
وبتقديرنا الخبر بهذه الكلمة «حق» يتبين الجواب عن الإشكال الذي يورده كثير من الناس وهو: كيف تقولون لا إله إلا الله مع أنه آلهة تعبد من دون الله وقد سماها الله -تعالى- آلهة وسماها عابدها آلهة قال الله ﵎: (فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) (هود: الآية١٠١) وقال -تعالى-: (وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَر) (
_________
(١) أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن (٤٣٤٧) . ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلأى الشهادتين وشرائع الإسلام (١٩)
1 / 47