س٩: كيف نجمع بين حديث جبريل الذي فسر فيه النبي، ﷺ، الإيمان «بأن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» (١)، وحديث وفد عبد القيس الذي فسر فيه النبي، ﷺ، الإيمان "بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأداء الخمس من الغنيمة (٢)؟
الجواب: قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أقول إن الكتاب والسنة ليس بينهما تعارض أبدًا، فليس في القرآن ما يناقض بعضه بعضًا، وليس في السنة الصحيحة عن رسول الله، ﷺ، ما يناقض بعضه بعضًا، وليس في القرآن ولا في السنة ما يناقض الواقع أبدًا، لأن الواقع واقع حق، والكتاب والسنة حق، ولا يمكن التناقض في الحق، وإذا فهمت هذه القاعدة انحلت عنك إشكالات كثيرة. قال الله -تعالى-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) . (النساء: ٨٢) . فإذا كان الأمر كذلك فأحاديث النبي، ﷺ، لا يمكن أن تتناقض، فإذا فسر النبي، ﷺ، الإيمان بتفسير، وفسره في موضع آخر بتفسير آخر يعارض
_________
(١) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي ﷺ عن الإيمان والإسلام والإحسان (٥٠)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الإيمان والإسلام والإحسان (٩) .
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب أداء الخمس من الإيمان (٥٣)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله ﷺ (١٧) .
1 / 32