Fatwas sur les piliers de l'Islam

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
107

Fatwas sur les piliers de l'Islam

فتاوى أركان الإسلام

Maison d'édition

دار الثريا للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤ هـ

Lieu d'édition

الرياض

Genres

Fatwas
للأمة لا بخلًا من الرسول ﷺ بالشفاعة الدائمة. ونقول استطرادًا: إن بعض العلماء -عفا الله عنهم- قالوا: يسن أن يضع الإنسان جريدة رطبة، أو شجرة، أو نحوها على القبر ليخفف عنه، لكن هذا الاستنباط بعيد جدًا ولا يجوز أن نصنع ذلك لأمور: أولًا: أننا لم يكشف لنا أن هذا الرجل يعذب بخلاف النبي ﷺ. ثانيًا: أننا إذا فعلنا ذلك فقد أسأنا إلى الميت، لأننا ظننا به ظن سوء أنه يعذب، وما يدرينا فلعله ينعم، ولعل هذا الميت ممن من الله عليه بالمغفرة قبل موته لوجود سبب من أسباب المغفرة الكثيرة فمات وقد عفا رب العبادة عنه، وحينئذ لا يستحق عذابًا. ثالثًا: أن هذا الاستنباط مخالف لما كان عليه السلف الصالح الذين هم أعلم الناس بشريعة الله فما فعل هذا أحد من الصحابة ﵃ فما بالنا نحن نفعله. رابعًا: أن الله -تعالى- قد فتح لنا ما هو خير منه فكان النبي ﵊ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: "استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل (١) *** س٥٦: ما هي الشفاعة؟ وما أقسامها؟ الجواب: الشفاعة: مأخوذة من الشفع، وهو ضد الوتر، وهو جعل الوتر شفعًا مثل أن تجعل الواحد اثنين، والثلاثة أربعة،

(١) رواه أبو داود، كتاب الجنائز، باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف (٣٢٢١) .

1 / 112