قال الله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) [القصص: 88] . (كل من عليها فان* ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) [الرحمن:26، 27] . فهذه الآيات عامة بموت جميع الخلق حتى الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين بما فيهم المسيح عليه السلام، ومعنى أموات في قوله تعالى: (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون* أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون) [سورة النحل: 21، 22] . ليس معناها ماتوا في الماضي، كما في قوله تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون* ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) [الزمر: 30، 31] . فهذه الآية نزلت في السنة الثالثة من الهجرة فهل معناها أنها نزلت والرسول صلى الله عليه وسلم ميت!!.. وإنما المعنى أن قانون الموت سار عليهم وهذا أسلوب العرب الذي نزل به القرآن، يعبرون عن الشيء المتحقق الوقوع في المستقبل بصيغة الماضي، وعلى هذا عند فهم القرآن لا بد من فهم أسلوبه العربي وحمل بعضه على بعض.
ولو كان هذا الفهم الذي فهمه السائل أن كل من اتخذهم الناس آلهة من دون الله- ومن ضمنهم كريشنا وبوذا وعيسى (عليه السلام) - أنهم قد ماتوا كما مات سائر الأكوان. فهذا يعنى لو ادعى أحد في الوقت الحاضر الألوهية ودعا الناس إلى عبادة نفسه لصح ذلك لأنه حي والمنهي في الإسلام عنه هو عبادة الأموات!! وهذا فهم بعيد جدا.
Page 69