الفصل السادس والخمسون
غلام الطبيب
فلما ذكر الطبيب غلامه انتبه يعقوب لأمر يتعلق بلمياء فالتفت نحوها فرآها تتمشى في الحديقة كأنها تتشاغل بمشاهدة الرياحين والمياه المدبرة في الأقنية وبينها الحصى مرصوصة صفوفا وهناك طوائف من الطيور الأهلية بألوانها الزاهية بين سارح وحبيس، ولا نظن لمياء كانت ترى ما بين يديها كما يراه المتفرج؛ لاشتغال خاطرها بسالم والطريقة المؤدية إلى مشاهدته.
ثم التفت يعقوب إلى الطبيب وقال له: «لقد أذكرتني أمرا أتوسل إليك في قضائه. أترى هذا الغلام؟»
قال: «نعم أراه، أليس هذا الرسول الذي نتكلم عنه؟»
قال: «بلى. وأحب أن أكلفك أمرا يتعلق به هل تقضيه؟»
قال: «حبا وكرامة. ما هو؟»
فقال يعقوب: «أتعرف ذلك البربري الذي يتردد على مجلس الأمير؟»
قال: «أظنك تعني الرجل الغريب الأطوار ذي العينين البراقتين الغائرتين والأنف الأعقف والشاربين المسترسلين ...»
قال: «نعم أعنيه وأعني شابا يرافقه في أكثر الأحايين ...»
Page inconnue