قال: «إذا أنت طامع بها.»
قال: «لا أدري وكل شيء بقضاء وقدر.»
فتحقق عبد الله وقوع حماد في شرك الهوى فبغت وصمت وجعل يتلاهى بنتف عثنونه وقد همه ذلك الأمر كثيرا
فلما عاين حماد منه ذلك ظنه استعظم عليه الطمع ببنت ملك غسان فقال له: «ما بالك لا تتكلم هل ساءك ما ظهر لك مني.»
فابتدره عبد الله قائلا: «لا يا ولدي لم يسئني ذلك ولكنني أفكر في أمر عظيم يهمني كما يهمك وقد قطعنا الصحارى والقفار من أجله وأراك قد شغلت عنه بأمر آخر.»
فقال: «وما تعنى بذلك الأمر العظيم وما الذي شغلني عنه لم أفهم مرادك .»
فقال: «ألم تأت من العراق إلى بصرى لتفي نذرا نذرناه لك منذ 21سنة ولم يبق من أجل الانتظار إلا بضعة أيام.»
قال: «بلى.» فقال: «ما بالى أراك قد شغلت عنه بالحب والغرام.»
فخجل حماد عند سماع ذلك التوبيخ من والده فقال: «وهل يؤخذ من كلامي أني مشتغل بالحب والغرام.» فقال عبد الله: «أوتظن أنني غافل أو تحسب دلائل الحب تخفى على البصير.»
فتحير حماد ولم يدر كيف يدفع قول أبيه ولكنه رأى الأفضل أن يبوح له إذ لا غنى عنه في إتمام قصده فقال: «وهب أني أحببتها وأحبتني فما علاقة ذلك بالنذر ونحن إنما جئنا لقص شعر رأسي في دير بحيراء فما يمنع أن نفعل ذلك ولن نفعل شيئا آخر.»
Page inconnue