اليأس
وفي صباح اليوم التالي خرج سلمان إلى مر الظهران يطلب ذلك الخزاعي فعلم أنه نقه من مرضه والتمس مقابلته فأدخلوه عليه فإذا هو شيخ هرم قد أحناه الكبر حتى أبيض شعر لحيته واسترسل على صدره وتجعد وجهه وغارت عيناه وغطاهما شعر الحاجبين فحياه سلمان فرد التحية وأشار إليه أن يجلس إلى جانبه ففعل.
فبدأ سلمان بالسؤال عن صحته ثم استطرد إلى آخر الفتح ثم عرفه بنفسه وما جاء من أجله فرحب به.
فقال سلمان: «قد جئناك يا سيدي نستطلع أمرا يهمنا كثيرا ولا نرى أحدا سواك يستطع مساعدتنا فيه.»
فقال: «مرحبا بك قل ما بدا لك.»
قال: «نرجو أن يكون كلامنا سرا لا يعرف به أحد سوانا.»
قال: «قل لقد وقعت على خزانة أسرار.»
قال: «نحن نعلم أن إحدى ملكات غسان واسمها مارية أهدت الكعبة قرطين ثمينين منذ نحو قرنين فهل تعرف شيئا من ذلك.»
ففكر الشيخ قليلا ثم قال: «نعم يا ولدي أني أعلم ذلك.»
قال سلمان: «فهل تعلم مكان هذين القرطين الآن.» قال: «أن حكاية هذين القرطين أصبحت في خبر كان لأن الكعبة قد هدمت وبنيت مرارا بعد إهداء زينك القرطين وآخر مرة هدمت فيها كانت منذ نحو أربعين سنة وبناها عبد المطلب جد نبينا
Page inconnue