فتبسمت ولم تجب.
فقال: «ها قد جئتك باللص الذي سرق الدرع فهل تريدين مقاصته ولكنني أرجو أن لا تحكمى عليه بالسجن.»
فتذكرت زيارته إياها بثياب الرهبان فضحكت ولكنها ما زالت تنظر إلى معصمها وتتلاهى بأساورها.
فدنا منها وقال: «ما بالك لا تتكلمين يا مولاتي ألعلي أذنبت لأني تركت صاحب الدرع (أو لصه كما تزعمين) وجئت وحدي. فهل استدعيه إليك.»
فلم تجب ولكنه كان يقرأ آيات السرور على وجهها.
فقال: «أراك تتظاهرين بان مجيئه لا يهمك ولكني اقرأ على وجهك عبارة يكاد ينطق بها لسانك فقد فهمت مرادك بدون أن تتكلمي فها أني ذاهب لأدعو الرجل إليك .» فرفعت نظرها إليه كأنها تلومه على هذه المداعبة أما هو فتحول عنها ضاحكا حتى دخل غرفة الضيافة فرأى سعدى وحمادا جالسين وليس في الغرفة سواهما فدنا من سعدى وقال وهو يتظاهر بالمزاح: «ما بالى أرى هذه الغرفة قليلة النور كأنها بعيدة عن موقع أشعه الشمس.»
فقالت سعدى: «ألا ترى الأشعة داخلة من هذه النافذة.»
قال وهو يضحك: «لا أرى نورا قط ويظهر لي أن شمسكم تشرق من الجنوب.» (وأشار إلى غرفة هند) فأدركت سعدى مراده فتبسمت واطرق حماد خجلا ولكنه ود أن يلح سلمان باستقدام هند.
فقال سلمان: «أراكم تضحكون من كلامي وأراني اعلم منكم بمشرق شمس قصركم. ألا أذنت مولاتي بقدوم شمس هذا القصر بل شمس بني غسان إلينا ... فإني أرى الأسمطة قد مدت وكأني بكم تتهيأون للغداء ولكن الطعام حرام علينا قبل مجيء سيدتي هند فإنها محور انسنا ولا أظنك تنكرين علينا ذلك.»
فقالت سعدى: «أراك لجوجا يا سلمان ولا مأرب لك في الأمر.»
Page inconnue