فقالت سعدى: «إذا كان الأمر على ما تقولين فإني أهنئك بهذا النصيب ولكننا يجب أن نتدبر الأمر بالحكمة حتى لا ينجم عن عملنا ما يضر بمصلحة والدك أو يأول إلى حرب وأنت تعلمين علاقته بابن عمه الحارث وما بينهما من المنافسة المموهة بالمجاملة فنخشى أن يأول عمان هذا إلى حرب تتقد نارها وتسفك الدماء من اجلها.»
فقالت: «أتريدين إذن أن أرضى ثعلبة و ....»
فقطعت سعدى كلامها قائلة: «كلا لا أريد ذلك ولا أرضاه ولكنني أريد أن لا تستعجلي في الأمر فان في العجلة ندامة.»
قالت: «وماذا افعل إذن.»
قالت: «أتركي تدبير ذلك إلي على ما تقتضيه الأحوال ولا ريب عندي انك ستنالين مناك على أهون سبيل.»
قالت: «ها أني قد ألقيت حملي عليك وجعلت قيادي في يديك فافعلي ما تريدين.»
فقبلتها سعدى وطمأنتها ثم تركتها وسارت إلى غرفتها.
الفصل الخامس والعشرون
التفتيش عن عبد الله
أما سلمان فعاد إلى حماد وكان في مأمن خفي ينتظر عودته بفارغ الصبر فلما لقيه استطلعه الخبر فأجابه وأمارات الانبساط ظاهرة على وجهه وبشره بالعفو عن والده وبقاء هند على حبها ورضاء والدتها بذلك فلم يكن يوم اسعد على حماد من ذلك اليوم فأبرقت أسرته وتمثلت له السعادة خادما مطيعا وقضى بقيه يومه يردد حديث سلمان عن هند وما ينطوي تحت كلام والدتها لكنه ما لبث أن عاد إلى ذكرى والده وقد خاف عليه طول الغياب فاستشار حمادا في أمره فقال: «أرى أن نبحث أولا عنه فإذا التقيا به تركنا تدبير ذلك إليه.»
Page inconnue