وعن كعب بن عاصم الأشعري ﵁، وكان من أصحاب السقيفة، قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ليس من أم برِّ امْ صيامُ في امْ سَفر» (١) ولفظه الآخر: عن كعب بن عاصم الأشعري: أن رسول الله ﷺ قال: «ليس من البر الصيام في السفر» (٢)، قال الحافظ ابن حجر ﵀: «ليس من ام برِّ ام صيامُ في ام سفر» هذه لغة لبعض أهل اليمن يجعلون لام التعريف ميمًا، ويحتمل أن يكون النبي ﷺ خاطب بها هذا الأشعري كذلك؛ لأنها لغته، ويحتمل أن يكون الأشعري هذا نطق بها على ما ألِفَ من لغته فحملها عنه الراوي وأدَّاها باللفظ الذي سمعها به، وهذا الثاني أوجه عندي والله أعلم» (٣).
قال ابن الأثير ﵀: «من أم برِّ» قوله: من امبرٍّ، هذه الميم بدل من لام التعريف في لغة قوم من اليمن، فلا ينطقون بلام التعريف، ويجعلون مكانها الميم» (٤).
تاسعًا: حكم صوم المسافر على ثلاث حالات:
(١) أحمد في المسند، ٣٩/ ٨٤، برقم ٢٣٦٧٩، قال محققو مسند الإمام أحمد: «إسناده صحيح»، وقال عبد القادر الأرناؤوط في تحقيقه لجامع الأصول لابن الأثير، ٦/ ٣٩٦: «وإسناده صحيح»، وقال الألباني في إرواء الغليل، ٤/ ٥٨: «شاذ» يعني أن لفظه خالف لفظ الثقات:
«ليس من البر الصيام في السفر».
(٢) أحمد، ١٩/ ٨٥، برقم ٢٣٦٨٠، وهو صحيح.
(٣) التلخيص الحبير، ٢/ ٢٠٥.
(٤) جامع الأصول، ٦/ ٣٩٦.