الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
103

الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

Maison d'édition

مركز الدعوة والإرشاد بالقصب

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Genres

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: «الأظهر صحته كما نُقِلَ عن الصحابة» (١)،وقال ﵀: «ينوي أي وقتٍ شاء، ولو كان بعد الزوال أيضًا، وهذا أعدل الأقوال عندنا، وأشبه بسنة نبينا محمد ﷺ» (٢)،وقال ﵀: «والمنصوص عن أحمد أن الثواب من حين النية» (٣)، «والمنصوص أصح» (٤)،وهذا يبيِّن أن نية صيام التطوع من الليل يكتب له ثواب صيام اليوم كاملًا، أما إذا أنشأ النية أثناء النهار فيكتب له ثواب بقية يومه من حين النية (٥)؛ لقوله ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما

(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ٢٥/ ١٢٠. (٢) شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ١/ ١٩٢، ويؤيده فعل حذيفة ﵁، فقد أخرج ابن أبي شيبة، ٢/ ٢٩٠، وعبد الرزاق، ٤/ ٢٧٤، والبيهقي في الكبرى، ٤/ ٢٠٤، والطحاوي في شرح المعاني، ٢/ ٥٦: «أن حذيفة بدا له الصوم بعد ما زالت الشمس فصام». وسنده صحيح كما ذكره محقق شرح العمدة لابن تيمية، ١/ ١٨٨، ونقل لفظه ابن حجر في فتح الباري، ٤/ ١٤١، من قول حذيفة، قال: «من بدا له بعد ما تزول الشمس فليصم»، وقال عبد الله بن مسعود ﵁: «متى أصبحت يومًا فأنت على أحد النظرين ما لم تطعم أو تشرب، إن شئت فصم وإن شئت فأفطر» ابن أبي شيبه،٢/ ٢٨٩، والطحاوي في شرح المعاني، ٢/ ٥٦، والبيهقي في الكبرى، ٤/ ٢٧٧، وهذا لفظ أبي إسحاق عند الطحاوي وسنده صحيح [قاله محقق شرح العمدة لابن تيمية، ١/ ١٨٨، زائد بن أحمد النثيري]. (٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ٢٥/ ١٢١. (٤) شرح العمدة، لابن تيمية، ١/ ١٩٤. (٥) اختلف العلماء رحمهم الله تعالى، في ثواب صيام التطوع بنية من النهار: هل يثاب ثواب يوم كامل، أو يثاب من حين النية؟ على قولين: القول الأول: مذهب الإمام أحمد، وهو الصحيح من مذهبه، والمنصوص عليه: أن الصوم الشرعي المثاب عليه من وقت النية؛ فإنه قال: «من نوى في التطوع من النهار كتب له بقية يومه، وإذا أجمع من الليل كان له يومه»،وهذا قول بعض أصحاب الشافعي. القول الثاني: يحكم له بالصوم من أول النهار، اختاره القاضي في المجرّد، وأبو الخطاب في الهداية، والمجد في شرحه، وهو قولُ بعض أصحاب الشافعي؛ لأن الصوم لا يتبعض في اليوم. [انظر: المغني لابن قدامة، ٤/ ٣٤٢، والمقنع والشرح الكبير، والإنصاف، ٧/ ٤٠٥ - ٤٠٧، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام، ٢٥/ ١٢٠ - ١٢١،وشرح العمدة لابن تيمية، ١/ ١٩٣ - ١٩٤، والشرح الممتع لابن عثيمين، ٦/ ٣٧٣ - ٣٧٤].

1 / 105