Un chapitre de l'histoire de la révolution d'Urabi
فصل في تاريخ الثورة العرابية
Genres
وما قصد المؤرخون المغرضون بهذه القصة، إلا أن يقللوا من شأن الخيانة في هزيمة عرابي أو يصرفوا عنها الأنظار. وما أودى بعرابي إلا الخيانة، وهي من مخازي الإنجليز، ولقد كانت مثلها كفيلة بأن تودي بأي قائد غيره في مكانه.
عرابي يحاول الدفاع عن القاهرة
بلغ عرابي القاهرة قبل الظهر في قطار كان قد صادفه عند بلدة إنشاص، وذهب إلى مقر المجلس العرفي فتلقاه الأعضاء واجمين وكان الأسف باديا على محياه. وانضم إلى المجلس بعض الأمراء والكبراء، وتشاوروا في الأمر: أيسلمون القاهرة إلى الإنجليز أم يدافعون عنها؟
وأخذ عرابي يستحثهم على الدفاع ذاكرا لهم أنه من الوجهة الحربية لا يزال الأمل قويا، فهناك حامية القاهرة في القلعة بمدفعيتها، وهناك حامية دمياط بقيادة عبد العال، وفي إمكانها التحرك أثناء الدفاع عن القاهرة؛ وكذلك يمكن أن يأتي المدد من كفر الدوار، وبالثبات والصبر يمكن معالجة الأمر.
وثار في وجه عرابي بعض الأعضاء، ولكن أغلبية المجلس وافقته على وجوب الدفاع. وأخذ شبح اليأس يبتعد عنه، ونهض من فوره ليعد العدة للدفاع، وكان قد ترك في بلبيس عددا من البرقيات في مكتب التلغراف يستنهض بها البلاد لترسل المدد لمقاومة زحف الإنجليز. ومضى عرابي إلى العباسية، ومعه محمد باشا المرعشلي باشمهندس الاستحكامات لإنشاء خط للدفاع عن القاهرة.
بعد ذلك أرسل عرابي يطلب الحامية؛ وهنا أدرك للمرة الثانية ما فعلته الخيانة، وما فعله قرار السلطان بإعلان عصيانه، فقد انحلت العزائم وهرب الرجال، وعاد اليأس فأحاط بعرابي ووقف وحده لا يجد من يمد المعونة إليه، والإنجليز يزحفون على القاهرة في غير إبطاء.
الإنجليز يدخلون القاهرة
بلغ الإنجليز العباسية في 15 سبتمبر، ومنها ساروا إلى القلعة وكان بها أربعة آلاف جندي فسلم لهم خنفس مفاتيحها، ثم احتل الإنجليز معسكر قصر النيل. وهكذا صح حلمهم الذي ظل يساورهم منذ عهد محمد علي، وقد نزل ولسلي وكان معه سلطان نائبا عن الخديو، في قصر عابدين، وقد أعد له بأمر من توفيق.
صورة تاريخية نادرة لعرابي في معتقله بعد سقوط القاهرة.
وأرسل الجنرال لو قائد خيالة الإنجليز إلى حكمدار القاهرة يقول: إنه يريد مقابلة عرابي وطلبة عصمت بالعباسية، فتوجه عرابي وصاحبه إلى العباسية، وتلقاهم لو فسأل عرابيا: هل يقبلون أن يكونوا أسرى حرب لجلالة الملكة؟ فقال عرابي: «لو أن عندنا من القوى الحربية ما يمكننا به إطالة زمن القتال والمدافعة عن البلاد لما قبلنا ذلك»، ثم رضي بالأسر حقنا للدماء.
Page inconnue