(١ ب) بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
هَذَا كتابُ مَا خالفَ فيهِ الإنسانُ ذواتِ الأَرْبَعِ من البهائمِ والسِّباعِ والطَّيْرِ [الفَمُ] (١) يُقالُ: فَمُ الْإِنْسَان. وفيهِ ثلاثُ لُغاتٍ: يُقالُ: فَم وفُم وفِم. قالَ الشاعِرُ (٢): يفتحُ للضَغْمِ فَمًا لَهِمَّا عَن سُبُكٍ كأنّ فِيهِ السَّمَّا يضغمُ أطرافَ الطَّعَامِ ضَغْما الضَّغْمُ: العَضُّ. يُقالُ: ضغمتُ، فِي معنى: عَضضْتُ. يُقالُ: ضَغَمَهُ، إِذا عَضَهُ. واللَّهِمُّ: الواسِعُ يلتهمُ كلَّ شيءٍ يبتلعُهُ. وَقد يجوزُ الفَمُ فِي كلِّ شيءٍ. قالَ الشاعِرُ (٣): عَجِبْتُ لَهَا أَنَّى يكونُ غِناؤها فَصِيحًا وَلم تَفْغَرْ بمَنْطِقِها فَمَا فجعلَ للحمامةِ فَمًا فصيحًا. تَفْغَرُ: يَعْنِي تَفْتَحُ. قالَ رُؤبَةُ (٤): كالحُوتِ لَا يَرْوِيهِ شيءٌ يَلْهَمُهْ (٢ آ) يُصِبِحُ ظَمْاّنَ وَفِي البحرِ فَمُهْ
_________
(١) زِيَادَة لَيست فِي الأَصْل. وَينظر: الْأَصْمَعِي ٦، ثَابت ١ / ٧٩.
(٢) بِلَا عزو فِي الوحوش ٢٤ وَرِوَايَة الثَّالِث فِيهِ: يضم أَطْرَاف الْعِظَام ضما. وَالْأول وَالثَّانِي فِي ثَابت ١ / ٧٩.
(٣) حميد بن ثَوْر، ديوانه ٢٧.
(٤) ديوانه ١٥٩.
1 / 226
ويقالُ: هَذَا فَمُ زَيْدٍ، وَهَذَا فُو (٥) زَيْدٍ، ورأيتُ فَا زَيْدٍ، ووَضَعْتُ الشيءَ فِي فِي زَيْدٍ. فَإِذا أَضَفْتَ لم تُبالِ أَيّهُما جِئْتَ بهِ. وَإِذا لم تُضِفْ، وأَفرَدْتَ، لم يكنْ إلاّ فَمٌ، نَحْو قولكَ: رأيتُ لكَ فَمًا حَسَنًا، وَلَا يُقالُ: فًَا حَسَنًا، وَهَذَا فِيَّ لَا فُوكَ فَمًا حَسَنًا. إلاّ أَنَّهُ قَدْ جاءَ فِي الشِعْرِ، وليسَ كلُّ مَا يجوزُ فِي الشِعْرِ يجوزُ فِي الكلامِ، لأنَّ الشِعْرَ مَوْضِعُ اضْطِرارٍ. قالَ العَجَّاجُ (٦): خالَطَ من سَلْمَى خياشِيمَ وفَا ثُمّ الشَفَةُ فَهِيَ من الإنسانِ الشَّفَةُ، بِالتَّاءِ مَفْتُوحَة، والجميعُ: الشِفاهُ، وهُما الشفتانِ (٧) . وهُما من البعيرِ المِشْفرانِ، والواحِدُ: (٢ ب) مِشْفَرٌ، والجميعُ: المشافِرُ. وهُما من ذواتِ الحافِرِ الجَحْفَلَتانِ، والواحدةُ: جَحْفَلَةٌ، والجميعُ: جحافِلُ. ويُقالُ لَهُ من ذواتِ الأَظلافِ: المَقَمَّةُ والمَرَمَّةُ، الأوليانِ بالفتحِ، والأُخريانِ بالكسرِ: المِقَمَّةُ والمِرَمَّةُ. قالَ: وسألتُ الأصمعيَّ (٨) فأبَىَ إلاّ الكَسْرَ: مِقَّمة ومِرَمَّة.
_________
(٥) فِي الأَصْل: فوه زيد. وَهُوَ خطأ. وَالنَّص إِلَى قَول العجاج عِنْد ثَابت ١ / ٨٠.
(٦) ديوانه ٢٢٥.
(٧) ينظر: الْأَصْمَعِي ٦ ثَابت ١ / ٨٠، ابْن فَارس ٥١.
(٨) عبد الْملك بن قريب، ت ٢١٦ هـ. (مَرَاتِب النَّحْوِيين ٤٦، تَهْذِيب اللُّغَة ١ / ١٤) .
1 / 227
قالَ: وسمعتُ الفَتْحَ من غيرِ الأصمعيّ. ويُقالُ لَهُ من السِّباعِ: الخَطْمُ والخُرْطومُ. وَمن الطائرِ: المِنْقارُ والمِنْسَرُ جَمِيعًا. ويُقالُ: نَقَرَهُ نَقْرًا، ونَسَرَهُ نَسْرًا. ورُبَّما أُقِيمَ بعضُ هذِهِ الأَشياءِ مقامَ بَعْضٍ إِذا اضْطَرَّ الشاعرُ إِلَى ذلكَ: قَالَ أَبُو دُوَادٍ الإياديّ (٩): فبِتْنا عُراةً لدَى مُهْرِنا نُنَزِّعُ من شَفَتَيْهِ الصَفَارا قَالَ الحُطَيْئَةُ (١٠): (٣ آ) قَرَوْا جارَكَ العَيْمانَ لمّا جَفَوْتَهُ وقَلَّصَ عَن بَرْدِ الشَّرابِ مشافِرُهْ أَي شَفَتاهُ. وقَرَوْا: من الْقرى، أَي أطعموهُ وسَقَوْهُ. وقَلَّصَ: يَعْنِي أنَّهُ كانَ فِي شتاءٍ قد بَرَدَ فِيهِ الماءُ فتَقَلَّصَتْ شفتاهُ عَن بَرْدِ المَاء. ويُقالُ: إنّما كَرْهَ الماءَ من العَيْمَةِ إِلَى اللَّبَنِ. ثُمَّ الأَنْفُ فأَدْنَى العَدَدِ: آنُفُ. وَهُوَ أَنْفُ الإنسانِ (١١)، مفتوحٌ، والجميعُ أُنُوفٌ. ويُقالُ لهُ: المَعْطِسُ، والجميعُ: المعاطِسُ. ويُقالُ: أَرْغَمَ اللهُ مَعْطِسَهُ. أَي أَنْفَهُ.
_________
(٩) شعره: ٣٥٢. والصفار: يبيس البهمي، وَهُوَ نَبَات شائك. (ينظر: النَّبَات لأبي حنيفَة ٥٥ - ٥٦) . وَفِي الأَصْل: نفرع من شَفَتَيْه.
(١٠) ديوانه ١٨٤. والعيمان: الَّذِي يَشْتَهِي اللَّبن.
(١١) ينظر: الْأَصْمَعِي ٧، ثَابت ١ / ٨٣، ابْن فَارس ٥٥.
1 / 228
ويُقالُ: أَرْغَمَ اللهُ أَنْفَهُ (١٢) . أَي أَلْصَقَهُ بالرَّغامِ، وَهُوَ الرَّمْلُ والتُّرابُ. ويُقالُ لهُ: المَرْسِنُ. وأَصْلُهُ للدَّوَابِّ، لأنَّ المَرْسِنَ (٣ ب) مَوْضِعُ الرَّسَنِ. وَقد قِيلَ للإنسانِ. قالَ العَجَّاجُ (١٣): وفاحِمًا ومَرْسِنًا مُسَرَّجَا ويُقال لَهُ من السباعِ: الخَطْمُ والخُرْطومُ والفِنْطِيسَةُ، والجميعُ: الفَناطِيسُ. وَذكروا أنَّ أعرابِيًّا وَصَفَ خنازيرَ فقالَ: كأَنَّ فَنّاطيسَها كراكِرُ الإبلِ (١٤) . ثُمَّ الظُفْرُ يُقالُ: ظُفْرُ الإنسانِ، وجميعُهُ: أظفارٌ. وأُظْفورٌ، و[جَمْعُهُ] أَظافِيرُ (١٥) . وَقد يجوزُ الظُّفْرُ لكلِّ شيءٍ. قالَ الْأَعْشَى (١٦): فِي مِجْدَلٍ شُيِّدَ بُنْيانُهُ يَزِلُّ عنهُ ظُفُرُ الطائِرِ وقالَ الآخرُ (١٧): مَا بينَ لُقْمَتِهِ الأولىَ إِذا ازدردتْ وبينَ أُخرىَ تَلِيها قِيسُ أُظْفُورِ
_________
(١٢) الزَّاهِر ١ / ٣٣٠، شرح أدب الْكَاتِب ١٥٦.
(١٣) ديوانه ١ / ٣٤.
(١٤) الْأَصْمَعِي ٧، ثَابت ١ / ٨٤.
(١٥) ينظر: الْأَصْمَعِي ٧، ثَابت ١ / ٨٥، ابْن فَارس ٦٣.
(١٦) ديوانه ١٠٨. ومجدل: حصن.
(١٧) الْبَيْت لأم الْهَيْثَم فِي جمهرة اللُّغَة ٢ / ٣٧٨.
1 / 229
(٤ آ) قالَ زُهَيْرٌ (١٨): لدّى أَسَدٍ شاكي السِّلاح مُقَذَّفٍ لَهُ لِبَدٌ أَظْفارُهُ لم تُقَلَّمِ شاكٍ: حَدِيد السِّلَاح. مُقَذَّفٌ: قد قُذِفَ باللَّحْمِ، أَي رُمِيَ بِهِ رَمْيًا. واللبدُ: مَا قَد التبدَ على ظَهْرِهِ من وبَرِهِ وشَعْرِهِ. ويُقالُ: لِما كانَ من سِباعِ الطَّيْرِ: المِخْلَبُ، والجميعُ: المخالِبُ. ويُقالُ: خلَبَهُ بالمِخْلَبِ. وَمَا لمْ يكُنْ من سِباعِ الطيرِ فَهُوَ منهُ: البُرْثُنُ، للحَمَامِ والغُرابِ وَغير ذَلِك. والجميعُ: البَراثِنُ. وقالَ بَعْضُهمُ: البُرْثُنُ مِثلُ الإصْبَعِ، والمِخْلَبُ: ظُفْرُ البُرثُنِ. وقالَ النابغةُ (١٩) . وقُلْتُ يَا قومِ إنَّ اللَّيْثَ مُنْقَبِضٌ على بَراثِنِهِ للوَثْبَةِ الضاري (٤ ب) أَي تَقَبَّضَ وَقَامَ على براثِنِهِ يُريدُ المُوَاثَبَةَ. قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَليُّ (٢٠): حَتَّى أُتِيحَ لَهَا وطالَ إيابُها ذُو رُجْلَةٍ شَئْنُ البراثِنِ جَحْنَبُ (٢٠) أُتِيحَ: قُدِّرَ. طَال إيابُها: أَي طالَ عَلَيْهَا رُجُوعُها. ذُو رُجْلَةٍ: أَي قوِيُّ على المشْيِ: وَذُو رُجْلَةٍ: لَا دابَّةَ لهُ. شَثْنٌ: غليظٌ.
_________
(١٨) ديوانه ٢٣. وَفِي الأَصْل: شَاك.
(١٩) ديوانه ٨١.
(٢٠) ديوانه الهذليين ١ / ١٨٠، شرح أشعار الهذليين ١١١٠. وجحنب: قصير قَلِيل. وَالْبَيْت فِي وصف النَّحْل.
1 / 230
البراثنُ: تكونُ للسِّباعِ إلاّ أنَّهُ جَعَلَها هَا هُنا للرجلِ على التَّشْبِيه، وَهِي الأصابعُ. والبُرْثُنُ من السّبُعِ بمنزلةِ الإصْبَعِ من الإنسانِ، والمِخْلَبُ فِي البُرْثُنِ هُوَ الظُّفْرُ. وإنَّما هَذَا اضطِرارٌ، والأصلُ مَا ذَكَرْناهُ. ويُقالُ لهُ من البعيرِ: المَنْسِمُ، والجميعُ: المناسِمُ، وَهُوَ طَرَفُ الخُفِّ. ويُقال لهُ من الشَّاءِ والبَقَرِ والظِباءِ وَمَا أَشْبَه ذلكَ: الظِلْفُ، (٥ آ) والجميعُ: الأظْلافُ. ويُقالُ للغِطاءِ الَّذِي يَسْتُرُ مِخْلَبَ الأسدِ: الكُمُّ والمِقْنَبُ. ويُقالُ: مَنْسِمٌ للنَّعامَةِ، كَمَا قَالُوا للبَعِيرِ. ثُمَّ الرِّجْلُ يُقالُ: رِجْلُ الإنسانِ، وقَدَمُ الإنسانِ، وهما سواءٌ، والجميعُ: أَرْجُلٌ وأَقدامٌ (٢١) . ويُقالُ: حافِرُ الفَرَسِ، فِي مَوْضِعِ القَدَمِ من الإنسانِ، والجميعُ: الحَوافِرُ. ويُقالُ: خُفَّ الجَمَلِ، والجميعُ: الأَخْفافُ. ويُقالُ للنَّعَامَةِ أَيْضا خُفٌّ. قالَ الراعِي (٢٢): ورِجْلٍ كرِجْلِ الأَخْدَرِيِّ يَشُلُّها وَظِيفٌ على خُفِّ النعامَةِ أَرْوَحُ
_________
(٢١) ينظر: الْأَصْمَعِي ٨، ثَابت ١ / ٩٠، ابْن فَارس ٦٢.
(٢٢) يصف نَاقَته، ديوانه ٤١.
1 / 231
خُفُّ النعامَةِ: أَي كأنَّهُ وَظِيفُ النعامةِ. والأَرْوَحُ من الدوابِّ: (٥ ب) المُتبَاعِدُ مَا بينَ الرُّسْغِ إِلَى الساقِ. والرُّسْغُ: المَفْصلُ الَّذِي بينَ الحافِرِ والوَظِيفِ. ثُمَّ الصَّدْرُ يُقالُ: الصَّدْرُ مِن الإنسانِ، والزَّوْرُ من البهائِمِ والناسِ والطيرِ أَيْضا (٢٣) . قالَ (٢٤): كأَنَّ قُرادَيْ زَوْرهِ وَهُوَ من الطيرِ أَيْضا. ويُقالُ للسباعِ وَالطير إِذا أَكَلَتْ فارتَفَعَتْ حواصِلُها: قدْ زَوَّرَتْ تَزْوِيرًا. ويُقالُ لهُ من الشَّاءِ: القَصُّ والقَصَصُ. وَقد يُقالُ ذاكَ للإنسانِ على التَّشْبِيهِ. فأَمَّا الأصلُ فللشَاهِ. قالَ رُؤْبَةُ (٢٥): قُلْتُ لعبدِ اللهِ [مِنْ] تَوَدُّدِي أُدْنِيكَ من قَصِّي ولمَّا تَقْعُدِ ويُقالُ: هُوَ أَلْزَمُ [لكَ] (٢٦) من شَعَراتِ قَصِّكَ. ويُقالُ (٦ آ) لهُ مِن الرَّجُلِ والفَرَسِ وغَيْرِهِ: البِرْكَةُ والبَرْكُ.
_________
(٢٣) ينظر: الْأَصْمَعِي ٨، ثَابت ١ / ٨٧، ابْن فَارس ٥٧.
(٢٤) ابْن ميادة أَو ملحة الْجرْمِي أَو عدي بن الرّقاع. ينظر: شعر ابْن ميادة ٢٥٥ وتتمته: ... ... ... ... ... طبقهما بطين من الجولان كتاب أعجم (٢٥) لِابْنِهِ عبد الله يعاتبه، ديوانه ٤٩ وَالزِّيَادَة مِنْهُ.
(٢٦) من الْأَصْمَعِي وثابت.
1 / 232
وكانَ أَهْلُ الكوفةِ يُسمُّونَ زيادًا أَشْعَرَ بَرْكًا (٢٧) . أَي أَشْعَر الصَّدْرِ. وقالَ الجَعْدِيُّ (٢٨): ولَوْحُ ذِراعَيْنِ فِي بِرْكَةٍ إِلَى جُؤْجُؤٍ رَهِلِ المَنْكِبِ لَوْحٌ: عظيمٌ، وكلُّ عَظْمٍ عَرِيضٍ: لَوْحٌ. والرَهِلُ: المُسْتَرْخي الجِلْدِ الواسِعُهُ (٢٩) . وَهُوَ مِمَّا يُنْعَتُ بهِ الفَرَسُ ويُستَحبُّ فِيهِ. ويُقالُ: كِرْكِرَةُ البَعِيرِ، وَهِي المُسْتَدِيرةُ فِي صَدْرِهِ. وَهِي البَلْدَةُ أَيْضًا. ويُقالُ لمَوْضِعِها من الفَرَسِ: بَلْدَةٌ أَيْضا. وقالَ ذُو الرُّمَّةِ (٣٠): أُنيخَتْ فأَلْقَتْ بَلْدَةً فوقَ بَلْدَةٍ قليلٍ بهَا الأصواتُ إلاّ بُغَامُها يُقالُ: نَزَلْنا بَلْدَةً طيِّبَةً، أَي أَرضًا. وكلُّ أرضٍ بَلْدَةٌ (٦ ب) وبَلْدٌ وبلادٌ. تَبَغُّمُها: وَهُوَ صوتٌ لَا ترفَعُهُ. والكَلْكَلُ: الصَّدْرُ من كُلِّ شيءٍ. قالَ الشاعِرُ (٣١): تَنْجُو بكَلْكَلِها والرأْسُ معكوسُ أَي مَجْذوبٌ بالزمامِ.
_________
(٢٧) الْأَصْمَعِي ٨، ثَابت ١ / ٨٧، الْكَامِل ٧٣٤. وَزِيَادَة بن أَبِيه، ت ٥٣ هـ. (فَوَات الوفيات ٢ / ٣١، الْأَعْلَام ٣ / ٨٩) .
(٢٨) شعره: ٣١.
(٢٩) فِي الأَصْل: الواسعة.
(٣٠) ديوانه ١٠٠٤. وَفِي الأَصْل: إِلَّا نعامها.
(٣١) المتلمس، ديوانه ١٠٢ وصدره: جاوزته بأمون ذَات مُعْجمَة
1 / 233
والحَيْزُومُ: الصَّدْرُ وَمَا انتطق بِهِ (٣٢) . ويقالُ للكِرْكِرَةِ: الرَّحَى. قالَ الشاعرُ، وَهُوَ الشَّمَّاخُ (٣٣): رَحَى حَيْزُومِها كرَحَى الطَّحِينِ ويُقال للكِرْكِرَةِ: السَّعْدانَةُ. ويُقالُ لَهُ من الطَّيْرِ: حَوْصَلَةٌ وحَوْصَلاءُ. قالَ أَبُو النَّجْمِ (٣٤): هادٍ وَلَو جارَ لحوصلائِهِ جارَ: أَي لم يأخُذْ على القَصْدِ، يَذْكُرُ نَهِيمًا. ويُقالُ للصَّدْرِ أَيْضًا: الجَوْشَنُ والجُؤشُوشُ. قالَ رُؤْبَةُ (٣٥): حَتَّى تَرَكْنَ أَعْظُمَ الجُؤْشُوشِ (٧ آ) والجُؤْجُؤُ، والجَمْعُ: الجَاجِئُ. ثُمَّ الثَّدْيُ. الثَّدْيُ، مفتوحٌ. والثُّنْدُؤَةُ، مَهْمُوزَةٌ وَغير مَهْمُوزَةٍ: وَهِي مَغْرِزُ الثَّدْي، والجميعُ: الثَّنادِئُ (٣٦) . والسَّعْدانَةُ: مَا أَحاطَ بالثَّدْيِ ممّا خالفَ لونُهُ لونَ الثَّديِ. والحَلَمَةُ: الهُنَيَّةُ الشاخِصَةُ من ثَدْيِ المرأةِ والرَّجُلِ. ويُقال لَهَا: القُرادُ. ويُقالُ: رَجُلٌ حَسَنٌ قُرادِ (٣٧) الصَّدْرِ.
_________
(٣٢) فِي الأَصْل: الجيروم ... وَمَا انطبق بِهِ. وَالصَّوَاب مَا أثبتنا.
(٣٣) ديوانه ٣٢٤ وصدره: فَنعم المرتجى رحلت إِلَيْهِ (٣٤) ديوانه ٥٦.
(٣٥) ديوانه ٧٩.
(٣٦) ينظر: الْأَصْمَعِي ٩، ثَابت ١ / ٨٩، ابْن فَارس ٥٨.
(٣٧) فِي الأَصْل: فؤاد. وَهُوَ خطأ.
1 / 234
ويُقالُ لَهُ من ذواتِ الأَظْلافِ والأَخفافِ: الضَّرْعُ. والجميعُ: الضُّروع. ومَوْضِعُ يَدِ الحالِبِ مِنْهَا يُقالُ لَهُ: الخِلْفُ. والجميعُ: الأَخْلافُ. ويُقالُ لهُ من ذِي الحافِرِ والسِّباعِ: الطُّبْيُ. والجميعُ: أَطْباءٌ، ممدودٌ. ويُقالُ: (٧ ب) أَطْباءُ الفَرَسِ، وأَطْباءُ الكَلْبَةِ، وأَطْباءُ اللَّبُؤَةِ. ثُمَّ الفَرْجُ يُقالُ: فَرْجُ الإنسانِ، وأَيْرُهُ، وزُبُّهُ (٣٨) . ويُقالُ لهُ من ذَوَاتِ الحافِرِ: الغُرْمُولُ. والجميعُ: الغَرامِيلُ. والجُرْدانُ. قالَ الشاعِرُ (٣٩): وخِنْذِيذٍ تَرَى الغُرْمُولَ مِنْهُ كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقَهُ التِّجارُ والقُنْبُ: وِعاؤُهُ. ويُقالُ لهُ مِن البَعِيرِ: المِقْلَمُ. ووِعاؤُهُ من البعيرِ: الثَّيلُ. ويُقالُ: قَضِيبُ التَّيْسِ والثورِ. والقَضِيبُ يجوزُ فِي كلِّ ذِي ذَكَرٍ. ويُقالُ لَهُ من السِّباعِ: عُقْدَةُ السَّبُعِ، وعُقْدَةُ الكلبِ. ويُقالُ لَهُ من الخِنْزيرِ خَاصَّة: فُرْطوس. (٨ آ) سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ (٤٠) يقولُ: المَتْكُ: طَرَفُ الزُّبِّ.
_________
(٣٨) ينظر: الْأَصْمَعِي ٩، ثَابت ١ / ٩١، ابْن فَارس ٦٤.
(٣٩) بشر بن أبي خازم، ديوانه. والخنديد: الْكَرِيم من الْخَيل، وَيُقَال: المشرف الطَّوِيل.
(٤٠) معمر بن الْمثنى، ت نَحْو ٢١٠ هـ. (إنباه الروَاة ٣ / ٢٧٦، وفيات الْأَعْيَان ٥ / ٢٣٥) .
1 / 235
والمرأةُ المَتْكاءُ: البَظْراءُ (٤١)، وَهِي الَّتِي لم تُخْتَنْ. والبَظْرُ: الموضِعُ الَّذِي يُخْتَنُ من المرأةِ، يُقطَعُ مِنْهَا. ثُمَّ فَرْ جُ المرأةِ يُقالُ: فَرْجُ المرأةِ. والجميعُ: الفُروجُ (٤٢) . وَهُوَ القُبُلُ. وَهُوَ الحِرُ، والجميعُ: أَحْراحٌ. ويُقالُ لهُ من المرأةِ: الكَعْثَبُ والأَجَمُّ. قالَ الراجِزُ (٤٣): جارِيةٌ أَعْظَمُها أَجَمُّها بائنةُ الرِّجْلِ فَمَا تَضُمُّها قَدْ سَمَّنَتْها بالسَّوِيقِ أُمُّها فَهِيَ تبغي عَزَبًا يَقُمُّها ويُقالُ لهُ من ذواتِ الأظلافِ والأَخفافِ: الحَياءُ. (٨ ب) والجميعُ: أَحْيِيَةٌ. ويُقالُ لهُ مِن الفَرَسِ: ظَبْيَةُ الفَرَسِ. و[ظَبْيَةُ] (٤٤) الأَتانِ. ويُقالُ لهُ مِن السِّباعِ: الثَّفْرُ. وقالَ الأَخْطَلُ (٤٥): جَزَى الله فِيهَا الأَعْوَرَيْن ملامةً وفَضْلَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ والأَصْلُ للسِّباعِ.
_________
(٤١) فِي الأَصْل: البضراء، بالضاد.
(٤٢) ينظر: الْأَصْمَعِي ١٠، ثَابت ١ / ٩٣، ابْن فَارس ٦٤.
(٤٣) بِلَا عزو فِي خلق الْإِنْسَان لِثَابِت ٢٩٦. والأبيات ١ - ٣ فِي الْأَصْمَعِي ١٠ وَالْحَيَوَان ٢ / ٢٨١. ويقمها: يشْتَمل عَلَيْهَا وينكحها. وَفِي خلق الْإِنْسَان: يشمها.
(٤٤) من ثَابت.
(٤٥) ديوانه ٢٧٧.
1 / 236
ثُمَّ الدُّبُرُ يُقالُ: دُبُرُ الإنسانِ. والجميعُ: الأَدْبارُ (٤٦) . وَهُوَ اسْتُهُ. والجميعُ: أَسْتاهُ، فِي كلِّ شيءٍ. قالَ الشاعِرُ (٤٧): وأَنْتَ مكانُكَ من وائِلٍ مَكَانُ القُرادِ من اسْتِ الجَمَلْ ويُقالُ لهُ من ذِي الظِّلْفِ: المِبْعَرُ. وَمن ذِي الخُفِّ أَيْضا. (٩ آ) ويُقالُ لهُ مِن ذِي الحافِرِ: المَراثُ والخَوْرانُ. ويُقالُ للاسْتِ: العَفَّاقَةُ والوَجْعاءُ والجَعْباءُ وأُمُّ سُوَيْدٍ والصَّمارَى (٤٨) . وسألَ النعمانُ بنُ المُنذرِ رَجُلًا طَعَنَ رجلا من غَنِيّ فقالَ: كيفَ طَعَنْتَهُ؟ فقالَ: طَعَنْتُهُ فِي الكَبَّةِ، فأَصَبْتُ السَّبَّةَ، فأخرجتُ الرُّمْحَ من اللَّبَّةِ (٤٩) . ثُمَّ المُخاطُ يُقالُ: مُخاطُ الإنسانِ (٥٠) . وَمن البَقَرِ والشَّاءِ: الرُّغامُ والرُّعامُ.
_________
(٤٦) ينظر: ثَابت ١ / ٩٥.
(٤٧) الأخطل. وَقد أخل بِهِ ديوانه (ينظر: ذيل الدِّيوَان ٥٥٩) . وَنسب إِلَى عتبَة بن أبي سُفْيَان فِي وقْعَة صفّين ٣٦٢ وَإِلَى عتبَة بن الوعل فِي اللآلي ٨٥٤.
(٤٨) فِي الأَصْل: المصارية. ينظر: خلق الْإِنْسَان لِثَابِت ٣١٠ - ٣١١، وللزجاج ٤٥.
(٤٩) خلق الْإِنْسَان لِثَابِت ٣. ٨.
(٥٠) ينظر: الْأَصْمَعِي ١٠، ثَابت ١ / ١٠٥، ابْن فَارس ٦٨.
1 / 237
ويُقالُ لهُ مِن ذِي الحافِرِ: الرُّؤالُ والرعالُ. والذَّنِينُ: السَّيَلانُ. ذَنَّ أَنْفُهُ يَذِنُّ ذَنِينًا. ورَذَمَ يَرْذِمُ رَذْمًا ورِذامًا، وَهُوَ القَطْرُ. وأَنْشَدَنا الأَصمَعِيّ (٥١): مَنْ لِيَ مِنْهَا إِذا مَا جُلْبَةٌ أَزَمَتْ وَمن أُوَيْسٍ إِذا مَا أَنْفُهُ رَذَما وكلُّ قاطِرٍ راذِمٌ. والرُّعامُ من النعجةِ بمنزلةِ المُخاطِ من الْإِنْسَان. والرُّوالُ: هُوَ اللُّعابُ من كلِّ شيءٍ. ثُمَّ البُزَاقُ (٩ ب) يُقالُ: هُوَ البُزاقُ والبُسَاقُ والبُصاقُ. ويُقالُ: بَزَقَ وبَسَقَ وبَصَقَ (٥٢) . ويُقالُ لَهُ: المَرْغُ. ويُقالُ: أَحْمَقُ يَسِيلُ مَرْغُهُ، وأَحْمَقُ يسِيلُ لُعابُهُ، وأَحْمَقُ لَا يَجْأَى مَرْغَهُ: أَي لَا يحبسُهُ. ويُقالُ لهُ من ذِي الخُفِّ: [اللُّغامُ] (٥٣) . ثُمَّ العَرَقُ هُوَ العَرَقُ والنَّجَدُ (٥٤) . يُقالُ: نَجِدُ الإنسانُ يَنْجَدُ نَجْدًا.
_________
(٥١) الْبَيْت لكعب بن زُهَيْر، ديوانه ٢٢٤ وَفِيه: مَالِي مِنْهَا إِذا مَا أزمة. والجلبة: الشدَّة من الزَّمَان. وأويس: اسْم للذئب.
(٥٢) ينظر: الْأَصْمَعِي ١٠، ثَابت ١ / ١٠٥ و٢ / ٨٨، ابْن فَارس ٦٨.
(٥٣) من الْأَصْمَعِي وثابت.
(٥٤) ينظر: الْأَصْمَعِي ١١، ثَابت ٢ / ٨٦، ابْن فَارس ٦٧.
1 / 238
قالَ: وأَنْشَدَ أَبُو مالِكٍ (٥٥): فقُمْتُ مقَاما خائِفًا مَنْ يَقُمْ بِهِ من الناسِ إلاَّ ذُو الجَلادةِ يَنْجَدِ ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِرِ: الصُّواحُ. قالَ الشاعِرُ (٥٦): جَلَبْنا الخيلَ دامِيَةً كُلاها يَسِيلُ على سنابِكِها الصُّواحُ (١٠ أ) ويُقالُ لهُ: الحَمِيمُ. قالَ الجَعْدِيُّ (٥٧): كأَنَّ الحَمِيمَ بِها قافِلًا أَشاريرُ مِلْحٍ لدَى مُجْرِبِ والقَرْنُ: حَلْبَةٌ من عَرَقٍ. وجماعُها: القُرُونُ. ويُقالُ: احْلِبْ فَرَسَكَ قَرْنًا أَو قَرْنين. قالَ: وَأنْشد الأصمعيّ: تُضَمَّنُ بالأصائِلِ كلَّ يومٍ تُسَنُّ [على] سَنَابِكِها القُرونُ (٥٨) ويُقال: عَصِيمُ العَرَقِ، وَهُوَ أَثَرُهُ. وعَصِيمُ الحِنّاءِ: أَثَرُهُ. وعصيمُ الخِضَابِ: أَثَرُهُ. ويجوزُ العَرَقُ فِي كُلِّ شيءٍ.
_________
(٥٥) عَمْرو بن كركرة الْأَعرَابِي، كَانَ يحفظ لُغَات الْعَرَب. (مَرَاتِب النَّحْوِيين ٤١، مُعْجم الأدباء ١٦ / ١٣١) . وَالْبَيْت بِلَا عزو فِي الْأَصْمَعِي ١١ وثابت ٢ / ٨٦.
(٥٦) بِلَا عزو فِي الْأَصْمَعِي ١١ وثابت ٢ / ٨٦. وَفِي الأَصْل: على مناكبها.
(٥٧) أخل بِهِ شعره. وَهُوَ لَهُ فِي ثَابت. وقافلا: يَابسا. والأشارير: الخصف. وَفِي الأَصْل: أسارير.
(٥٨) الْبَيْت لزهير فِي ديوانه ١٨٧ وَالزِّيَادَة مِنْهُ. وَفِي الأَصْل: قُرُون. وَرِوَايَة صدر الْبَيْت فِي الدِّيوَان: نعودها الطراد فَكل يَوْم.
1 / 239
ثُمَّ الجُلُوسُ يُقالُ: جَلَسَ الإنسانُ يجلِسُ جُلوسًا، وقَعَدَ يقعُدُ قُعودًا (٥٩) . ويُقالُ: رَبَضَ الفرسُ يربِضُ، والحمارُ وكلُّ ذِي حافِرٍ. وبَرَكَ البعيرُ يبرُكُ بُروكًا. ويُقالُ: جَثَمَ الطائِرُ يَجْثِمُ جُثومًا. ومَجْثِمُهُ: وَهُوَ مَوْضِعُهُ الَّذِي (١٠ ب) يَجْثِمُ فيهِ. ثُمَّ الضُراطُ يُقالُ: ضَرَطَ الإنسانُ يَضْرِطُ ضراطًا. ورَدَمَ العَيْرُ يَرْدُمُ رَدْمًا ورَدَمانًا (٦٠) . قالَ الشاعِرُ (٦١): دَعَا النَّقَرَى دوني رِياح سَفَاهَةً وَمَا كانَ يَدْرِي رَدْمَةَ العَيْرِ ماهِيا ويُقالُ: مَكَتْ اسْتُ الدابةِ: إِذا صَوَّتَتْ. والمُكاءُ: الصَّفِيرُ. ويُقالُ: حَصَمَ الفرسُ، وحَبَجَ الحمارُ، وخَبَجَ. ويُقالُ: رَجُلٌ خُبَجَةٌ: إِذا كانَ كثيرَ الضُّراطِ. ويُقالُ: خَضَفَ العَيْرُ يَخْضِفُ. قالَ الراجزُ (٦٢): إِنَّا وَجَدْنا خَلَفًا بِئسَ الخَلَفْ عبدا إِذا مَا ناءَ بالحِمْلِ خَضَفْ
_________
(٥٩) ينظر: الْأَصْمَعِي ١١، ثَابت ٢ / ٨٩، ابْن فَارس ٦٦.
(٦٠) ينظر: ثَابت ١ / ١٠٣، ابْن فَارس ٦٩.
(٦١) بِلَا عزو فِي نَوَادِر أبي زيد ٣٠٩ ونوادر أبي مسحل ٤٨١ وثابت ١ / ١٠٤.
(٦٢) بِلَا عزو فِي ثَابت ١٠٥ وأساس البلاغة ١١٤.
1 / 240
أَغْلَقَ عنّا بابَهُ ثُمَّ حَلَفْ لَا يُدْخِلُ البَوَّابُ إلاّ من عَرَفْ ويُقالُ: حَبَقَتِ العَنْزُ، وحَبَقَ العَيْرُ حَبَقًا. [قالَ الشَّاعِر] (٦٣): فظَلَّ مُحْبَنْطِئًا ينزو لَهُ حَبَقٌ إمَّا بحقٍّ وإمَّا كانَ مَرْهُوبا (١١ أ) ويُقالُ: أَنْبَقَ الإنسانُ انباقًا. وَهِي الضَّرطةُ الخَفِيَّة. فِي قضاءٍ الحاجَةِ يُقالُ: خَرِئَ الإنسانُ خِراءَةً، ممدودةٌ مهموزةٌ (٦٤) . وطافَ يطوفُ طَوْفًا. ويُقالُ: يَبِسَ طوفُهُ فِي بَطْنِهِ. ويُقالُ: عَسِرَ عليهِ خروجُ طوفِهِ. وَفِي الحديثِ: (لَا يتحدَّثُ اثنانِ على طَوْفِهِما فإنّ الله مَقَتَ ذلكَ) (٦٥) . وَهُوَ رجيعُ الإنسانِ أَيْضا. والعَذِرَةُ. والعِقْيُ: أَوَّلُ مَا يُرْمَى بِهِ الصبيّ أَوَّل مَا يخرجُ من بَطْنِ أُمِّهِ. وَقد عَقَى الصبيُّ يَعْقِي عَقْيًا. ويُقالُ: ذَرَقَ الطائِرُ يذُوقُ ذَرْقًا. وَقد نَجَا الرجلُ وأَنجى: إِذا قَضَى حاجَتَهُ.
_________
(٦٣) بِلَا عزو فِي ثَابت ١٠٤ وَفِيه: موهونا. والمحبنطئ: المنتفخ جَوْفه
(٦٤) ينظر: الْأَصْمَعِي ١٢، ثَابت ١ / ٩٧.
(٦٥) فِي الْفَائِق ٢ / ٣٧٠، وَالنِّهَايَة ٣ / ١٤٣: نهى عَن متحدثين على طوفهما. وَفِي الأَصْل: مقت على ذَلِك.
1 / 241
ويُقالُ: اللَّحْمُ أَقَلُّ الطعامِ نَجْوًا. ذَكَرَهُ الأصمعيّ (٦٦) . ويُقالُ: ذَهَبَ يَضْرِبُ الغائِطَ. وذَهَبَ يَتَغَوَّطُ: كنايةٌ (٦٧) عَن الخراءةِ. ويُقالُ (١١ ب) فِي [ذِي] الحافِرِ: قد راثَ يروثُ رَوْثًا. ويُقالُ فِي [ذَوَات] الخُفِّ والظّلْفِ: قد بَعَرَتْ تَبْعَرُ بَعْرًا. فَإِذا رَقَّ: ثَلَطَ يثلِطُ ثَلْطًا. ويُقالُ: هِيَ الخِثْيُ، من البَقَرِ، والجميعُ: أَخْثاءٌ. وخَثَتْ تَخْثي خَثْيًا، المَصْدَرُ مفتوحٌ، والاسمُ مكسورٌ. وصَامَ النَّعامُ، وَهُوَ صَومُهُ. وَهُوَ الوَنِيمُ من الذُّباب. قالَ الشاعِرُ (٦٨): وقَدْ وَنَمَ الذُّبابُ عَلَيْهِ حَتَّى كأنَّ وَنِيمَهُ نُقَطُ المِداد. قالَ: والغائِطُ: أرضٌ مطمئنَّةٌ كانَ يأتِيها الرجلُ يقْضِي حاجَتَهُ، فكَثرَ ذلكَ حَتَّى سَمّوا قَضَاءَ الحاجَةِ الغائِطَ (٦٩) . ثُمَّ الغُلْمَةُ يُقالُ: قد اغتلمَ الرَّجُلُ، وَقد شَبِقَ شَبَقًا. ورجلٌ مُغْتَلِمٌ، وامرأةٌ مُغْتَلِمَةٌ، وشَبِقٌ وشَبِقَةٌ (٧٠) .
_________
(٦٦) فِي كِتَابه الْفرق ١٢.
(٦٧) فِي الأَصْل: كِفَايَة. وَهُوَ تَحْرِيف.
(٦٨) الفرزدق، ديوانه ٢١٥.
(٦٩) الفاخر ٤٩، الزَّاهِر ١ / ٥١٥.
(٧٠) ينظر: الْأَصْمَعِي ١٢، ثَابت ١ / ١٠٦، ابْن فَارس ٧٤.
1 / 242
وقَطِمَ (١٢ أ) البعيرُ يَقْطِمُ قَطَمًا. وهاجَ يَهِيجُ هِياجًا وهَيْجًا. قالَ الشاعِرُ (٧١): حَتَّى إِذا علا بُنَيَّ واعْتَجَنْ هاجَ وليسَ هَيْجُهُ بمُؤتَمَنْ على صمارِيد كأَمْثالِ الجُوَنْ ويُقالُ لذواتِ الحافِرِ: قدِ اسْتَوْدَقَتِ اسْتِيداقًا، وأَوْدَقَتْ، وَهِي وَدِيقٌ ووَدُوقٌ بَيِّنَةُ الوداقِ. ويُقالُ للناقَةِ: قَدْ ضَبِعَتْ تَضْبَعُ ضَبَعًا وضباعَةً. ويُقالُ للسِّباعِ: قد أَجْعَلَتِ اللبُؤَةُ والكَلْبَةُ. وَهِي كلبةُ مُجْعِلٌ. وصَرَفَتْ، وَهِي صارِفٌ. ويُقالُ (٧٢) فِي الشاةِ: قد اسْتَحْرَمَتِ الماعِزةُ، وَهِي ماعِزةٌ حَرمَى، ومُسْتَحْرِمَةٌ، وبِها حِرامٌ. وذكرَ الأَصمعيّ: أنَّ الصَّارِفَ ليسَ من كلامِ العربِ وإنَّما وَلَّدَهُ أَهْلُ الأمصارِ. ويُقالُ (١٢ ب) فِي النَّعْجَةِ: نَعْجَةٌ حانِيَةٌ، وقَدْ حَنَتْ تَحْنُو حُنُوًّا، وَهِي نعجةٌ حانٍ، وبِها حِناءٌ، كَمَا تَرَى. ويُقالُ: قَدْ هَبَّ التَّيْسُ واهْتَبَّ.
_________
(٧١) القلاخ بن حزن فِي الشَّاء ١٠ وَفِيه البيتان الثَّانِي وَالثَّالِث. وَالثَّانِي فَقَط فِي ثَابت ١ / ١٠٧. وَالثَّالِث فِي اللِّسَان (جون) وَرِوَايَته: على مصاميد. والصماريد: الأرضون الصلاب.
(٧٢) فِي الأَصْل: وَقَالَ.
1 / 243
ثُمَّ النِّكاحُ يُقالُ: ناكَ الرجلُ ينيكُ نَيْكًا، ونَكَحَ ينكِحُ نِكاحًا، وهما سَواءٌ. ولامَسَ لِماسًا. وباضَعَ مُبَاضَعَةً. وغَشِيَ غِشْيانًا. وَقد وَطِئَ الرجلُ المرأةَ (٧٣) . ويُقالُ: البِعالُ، للنكاحِ. ويُروَى فِي الحديثِ فِي يومِ الأَضْحَى والثلاثةِ الأيامِ الَّتِي بَعْدَهُ: (أَنَّها أيامُ أكلٍ وشُرْبٍ وبِعالٍ) (٧٤) . ويُقالُ: باضَعَ مُباضَعَةً وبِضاعًا. ويُقالُ فِي مَثَلٍ: (كمُعَلِّمَةٍ أُمَّها البِضاعَ) (٧٥) . يُضْرَبُ مَثَلًا للرجُلِ يُعَلِّمُ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ. ويُسَمَّى النكاحُ: البَاءَة، ممدودةٌ. (١٣ أ) ويُقالُ: رجلٌ ضعيفُ الباءَةِ. ويُقالُ للفرسِ: قد كامَهَا يكومُها كَوْمًا. ويُقالُ فِي الحمارِ: باكَ يَبُوكُ بَوْكًا. ويُقالُ فِي الجَمَلِ: ضَرَبَ يَضْرِبُ ضِرابًا. وقاعَ يَقُوعُ قَوْعًا وقِياعًا. وقَعَا يَقْعُو قُعُوًّا. وطَرَقَها الفَحْلُ، وأَطْرَقْتُهُ أَنا. ويُقالُ: حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفَحْلِ، أَي يَطْرُقُها الفَحْلُ. وَيُقَال فِي التَّيْسِ: سَفِدَ (٧٦) يَسْفَدُ سِفادًا. وقَرَعَ يَقْرَعُ قَرْعًا.
_________
(٧٣) ينظر: الْأَصْمَعِي ١٣، ثَابت ١ / ١٠٨، ابْن فَارس ٧٦، الْمُخَصّص ٥ / ١١٠ - ١١٤.
(٧٤) غَرِيب الحَدِيث ١ / ١٨٢، الْفَائِق ١ / ١١٩.
(٧٥) الْأَمْثَال ٢٩٣، جمهرة الْأَمْثَال ٢ / ١٥٣، المستقصي ٢ / ٢٣٣.
(٧٦) وسفد، بِفَتْح الْفَاء، وَهِي لُغَة كَمَا ستأتي.
1 / 244
ويُقالُ: عاظَلَ معاظَلَةً وعِظالًا. قالَ أَبُو الزَّحْفِ (٧٧): تَمَشِّيَ الكَلْبِ دَنَا للكَلْبَةِ يَبْغِي العِظالَ مُصْحِرًا بالسَّوْأَةِ ويُقالُ للسِّباعِ أَيْضًا: تَنْزُو نَزْوًا. وقالَ بَعْضُهُم: كُلُّ فَحْلٍ ينزو مَا خلا الجَمَلَ. ويُقالُ للطائِرِ: قَمَطَ قَمْطًا، وسَفَدَ سِفادًا، وقَفَط قَفْطًا. (١٣ ب) ثُمَّ الحَمْلُ يُقالُ: حَمَلَتِ المرأةُ وحَبِلَتْ، وَهِي امرأَةٌ حامِلٌ وحُبلَى (٧٨) . ويُقالُ: مُجِحٌّ، وذِئبةُ مُجِحٌّ، ويُقالُ للسِّباعِ كُلِّها. وقالَ أَبُو زَيْدٍ (٧٩): يُقالُ: حُبْلَى، فِي كُلِّ ذاتِ ظُفُرٍ. وأَنْشَدَنا: تراهُ ينزو بِطْنَةَ المُجِحِّ وَقَالَ آخرُ: أَو ذيِخَةٌ حُبْلَى مُجِحٌّ مُقرِبُ ويُقالُ: امرأةٌ مُثْقِلٌ، وَقد أَثْقَلَتْ: إِذا عَظُمَ مَا فِي بَطْنِها. قالَ اللهُ، ﷿: " فلمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوا اللهَ رَبَّهُما " (٨٠) . ويُقالُ للفرسِ إِذا عَظُمَ بَطْنُها من الحملِ: فرسٌ عَقُوقٌ. وَقد أَعَقَّتْ إعقاقًا، وَهِي مُعِقٌّ.
_________
(٧٧) ثَابت ١ / ١١٥، اللِّسَان (عظل) . وَفِي الأَصْل: فِي الْكَلْب دنا. وَهُوَ خطأ.
(٧٨) الْأَصْمَعِي ١٤، ثَابت ١ / ١١٥، ابْن فَارس ٧٦.
(٧٩) سعيد بن أَوْس، ت ٢١٥ هـ. (تَارِيخ بَغْدَاد ٩ / ٧٧، إنباه الروَاة ٢ / ٣٠) .
(٨٠) الْأَعْرَاف ١٨٩.
1 / 245