ودعي الخوري فلبى. صلى بحرارة، وبارك بشدة، ونضح المريض وزوايا بيته الأربع بالماء المبارك، لم يدع مكانا حتى أمطره وابلا، وانتظر حلول البركة على البيت وساكنيه، فما ازدادت الحالة إلا سوءا، فعاد من حيث جاء وهو يقول لشماسه: وأيش تعمل صلاتك يا خوري في عش المغاربة
20
ووكر الشياطين؟ إن بخور مغارة دانيال
21
غلب بخور الكنيسة.
فصاح الشماس: آمين. فضحك الخوري وقال: أيش قلت يا سمعان؟
قلت : آمين. حسبتك تصلي يا معلمي. •••
ليلة سوداء ما مر مثلها على رأس أم يوسف، رأتها أطول من الصوم كله، بل من العمر. النذر لم يقبل وصلاة الخوري ما نفعت. لا شبه أمل إلا بالسراج ... وخفت إلى الهيكل لترى إذا كان انطفأ، فرأت لسان لهبه يلعب ويتراقص على حيطان الكنيسة، فعادت مستبشرة؛ لأن الله قبل نذرها.
وأخيرا نعس الناس وملوا المشهد؛ فانسلوا واحدا خلف واحد، إلا ابن أخي زوجها. وهومت
22
Page inconnue