الشيطان لا يخرب وكره
- يا أمي، قرياقوس رجع. - بلا كذب يا بنت، سدي بوزك. - صدقيني، قلت لك. وحياة الله فقعت من الضحك، خوري مسرح يهاهي
1
في الحارة، وينط مثل الأولاد الصغار، وقرياقوس يعر
2
مثل الوحش، بذمتي ضحكته رطل. - أنت زنتيها يا مضروبة؟!
فزفر الأب زفرة، كأنها خرجت من كير حداد، وتمتم في كلمات فهمتها الأم، وقالت: على من الحق يا طنوس؟ من استهزأ بالرجال، برأس اللفت يقتل.
ليس أقدر من المرأة على إثارة الرجل، فكلمة منها تقيمه وتقعده؛ أطل طنوس من الباب فرأى قرياقوس عند بيته، يفتقد المفتاح في موضعه فلا يجده، فتسلق السلم ونادى زوجته من على السطح، فكان ذاك الخوار
3
صفارة إنذار للقرية؛ فجاءه بعضهم مهنئين بالعود الأحمد، أما طنوس فظل واقفا على عتبة بابه كأنه مسمر هناك، ابتسم ابتسامة صفراء ذابلة، وقال كأنه لا يعي ما يقول: يظهر أنه موفق، نبضه قوي.
Page inconnue