وقال كثيرون: هس. وقالت واحدة لا تعجب الآغا ولا يعجبها: بس يا هو.
فصرخ بها الآغا: اسكتي أنت، سدي بوزك، العمى في قلبك.
وسكت الناس، فأعاد الآغا كلمته الأولى بحروفها، فقال ابن المرأة: سمعناها يا آغا، هات غيرها إن كان عندك.
فاغتاظ الآغا وسكت الجميع، هم يريدون أن يعرفوا ماذا بعد رقة قلب أفندينا الباشا، وطال سكوت الآغا، كأنه نسي ما أعد من كلمات لهذا الموقف، فقال أخيرا: خبرني سعادة المدير أن الباشا بكى لهذه المصيبة الثخينة.
فقاطعه شيخ الضيعة قائلا: قل الكلام الجوهري يا آغا.
فقال الآغا: دولتلو أفندم حضرتلري الباشا ... يا جماعة، بعث مائة ريال مجيدي إعانة للموتى.
فضحك الناس، وانتهت الخطبة بلا تصفيق، بل بعمل القسمة، وأخذ كل من المنكوبين ما أصابه، ودعوا للباشا بالعمر الطويل.
وكان زعيم المعارضة في ذلك الزمان رجلا اسمه قرياقوس، هو أمي ولكنه ذكي الفطرة، أما هيكله فابن عم الجاموس؛ صدر كالنورج
25
لم يكن يستره قط فتخال أنه يرتدي جلد تيس. أما كفه فمثل المدرى، ورأسه كأنه يقطينة كبيرة، وإذا تكلم تخال عشر ضفادع تنق معا. هو مثال العامل اللبناني النشيط، قضى شبابه في حنوش،
Page inconnue