186

6

أما قرياقوس فسلاحه لسانه، وواسطته نحله وعسله ... والنكتة فيه أنه لا يصلي ولا يقدس ولا يعترف ولا يتناول، ومحط كلامه عند أدنى حادثة: اتكلنا على الله. يا عضرا ساعديني. هذا الرجل لو تعلم لكان أقدر أفاكاتو!

7

يكذب ويحلف. يقول لي دائما: وحياة دم المسيح، وحق جسد الرب، أكون محروما من يمينك إذا كنت أقول غير الحق.

وفيما كان الخوري متكئا على جذع السنديانة الدهرية التي سبق ميلادها الكنيسة القديمة، إذا بقرياقوس يطل من خلف حائطها مصبحا الخوري بخشوع وإجلال، وبيده منجل، فقال له الخوري بعد رد الصباح: خير إن شاء الله! حرش من أنت قاصد، قبل قداس أحد الوردية الكبيرة؟

8

وانفتح لقرياقوس باب المجون، فضحك ضحكته المأنوسة، وأجاب بلطف: من أين عرفت يا معلمي إني قاصد حرش الناس؟!

فقال الخوري: لأن المنجل في يدك وأنت غاد.

فقال قرياقوس: وهل أن حمل الآلة دليل على أن نية حاملها سوداء.

فقال الخوري: في الغالب هكذا.

Page inconnue