ففتحت عيني، فرأيت والدتي تهز أرجوحتي ساهمة ساهية. - فزعت يا ابني؟ تقبر أمك.
فأجابها الوالد بلهجة وابتسامة كان يغلبني بهما طول حياته: كله منك. قلت لك يا شاطرة، لا تفزعي الصبي. هربت قلبه، صار يخاف من خياله. لا تخف يا صبي، أيش هو العسكري؟ كن مثل النمر.
فزاد حزنها حزنا، ولم تخرج من صمتها إلا حين سألتها، وكأنني نسيت كل أهوال الحادث: أمي! بحياتك، قولي لي: أيش هي الميري؟
فانبرى الوالد يشرح لي المعضلة، وأفهمني أن من لا يدفع الميرة يحبس في قبو البقر، ويأكل قتلا ويدفعها. وأنه - أي والدي - دائما أول من يدفعها؛ فيستريح من غلاظة العسكري والزيادة التي يغرم بها المتأخرون. وختم كلامه بقوله: إذا عشنا، السنة القادمة تتفرج على تحصيل الميري، أما كوماديا ...
ثم أفهمني أن الآغا صاحبه، ومتى قعدوا حول «السكلمة»
28
ودارت الكاس عمل «فتوتلو أفندم»
29
بأمر جناب الوالد، بل قل بأمر العرق الجيد، والنبيذ العتيق، اللذين يستخرجهما سماحة الوالد من عنب «شحواتا».
30 - مارون، لا تجبن. الذي يقول لك كلمة تمسك، اضربه ، ادعس رقبته. علي أنا بالعسكري. فهمت؟ قم العب.
Page inconnue