فقال البطرك: يا ويلاه يا حالاه! وآخر عجيبة يا خوري يوسف. - طلع ابن حنا يعقوب على توتة السيدة في الحليوية،
14
وما أخذ منها ورقتين حتى سقط ميتا على كعبها.
فعقد البطرك جفونه، واستفزته كلمة الخوري، فقال له: المسيح، يا خوري يوسف، افتدى الناس بدمه، وأمه التي تسميها سيدتك تقتل زلمي بورقة توت في أيام تشرين؟ هذه ضبعة لا سيدة، يقلع لك ولسيدتك، قم بره. أي اخرج.
وترك البطرك قاعة السهرة، وقال للخوري وهو ذاهب: صل يا خوري يوسف حتى يهديك الله، ويستريح أهالي عين كفاع ومسرح من شرك، أقلقتهم وأنت وحدك، واليوم صارت معك سيدتك تسند لها حتى تحمل لك. أنت لو شبعت أخاك رفول لرد عنك الناس، وما كلفت السيدة. أنا أعرف رفول، رفول عملاق، يقاوم طابور عسكر.
وذهب البطرك إلى جناحه في بكركي، وبقي الكهنة والشمامسة يتنادرون على الخوري. يمجدون فرسه الحمراء الأصيلة ويبجلون تتنه الطيب، وظلوا يلفون السكاير ويعبئون الغلايين؛ حتى كادت ضبوته تفرغ، فأمسك.
وكان الخوري يعتقد من كل عقله أن عجائب سيدته شملت حتى التراب الذي حول بيته وكنا نطري له البطاطا والبندورة والمقتي - القثاء - التي تنتجها حاكورته.
15
كان يتخيل رأس البطاطا نصف إقة، ورأس البندورة إقة، والمقتاية أربعة أشبار، فأخذنا رأس بندورة من مكار ميفوقي،
16
Page inconnue