288

Le Livre Unique en Grammaire du Coran Magnifique

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Enquêteur

محمد نظام الدين الفتيح

Maison d'édition

دار الزمان للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lieu d'édition

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

قوله ﷿: ﴿مَا لَوْنُهَا﴾: ﴿مَا﴾ استفهام أيضًا في موضع رفع بالابتداء، و﴿لَوْنُهَا﴾ خبره، والجملة في موضع نصب بقوله: ﴿يُبَيِّنْ﴾. ويجوز نصب ﴿لَوْنُهَا﴾ على أن تجعل ﴿مَا﴾ مزيدة، كالتي في قوله: ﴿أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ﴾ (١)، وبه قرأ بعض القراء (٢). ﴿صَفْرَاءُ﴾: صفة للبقرة، والهمزة في ﴿صَفْرَاءُ﴾ منقلبة عن ألف التأنيث، ولذلك لم تُصْرَفْ. ﴿فَاقِعٌ﴾: وصف لقوله: ﴿صَفْرَاءُ﴾ على وجه التوكيد، وقد ذكرتُ فيما سلف من الكتاب: أن الصفة لا توصف إلَّا أن يكون في الثاني معنى زائد على الأول كقولهم: أصفرُ فاقعٌ، وأبيضُ ناصعٌ، وأسودُ حالك (٣).
وارتفع ﴿لَوْنُهَا﴾ به ارتفاع الفاعل بفعله، وتذكيره لذلك، فلا فرق بين قولك: صفراء فاقعة، وصفراء فاقع لونها، لأن اللون من سببها وملتبس بها. ولك أن تجعل ﴿لَوْنُهَا﴾ مبتدأ و﴿فَاقِعٌ﴾ خبره، والجملة في موضع رفع بحق الصفة. والفُقُوع: أشد ما يكون من الصفرة، يقال في التوكيد: أَصْفَرُ فاقعٌ. إذا كان شديد الصفرة، وقد فَقَعَ لونُه يَفْقَعُ وَيَفْقُعُ فُقُوعًا (٤).
وعن الحسن البصري: ﴿صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا﴾ سوداء شديدة السواد (٥).
قال بعض أهل التأويل: ولعله مستعار من صفة الإبل، لأن سوادها تعلوه صفرة، وبه فُسّر قوله: ﴿جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ (٦). وقال الأعشى:

(١) سورة القصص، الآية: ٢٨.
(٢) لم أجد من ذكر هذه القراءة، بل قال الفراء في معانيه ١/ ٤٦، وتبعه العكبري في تبيانه ١/ ٧٤: ولو قرأ به قارئ كان صوابًا. وذكر النحاس ١/ ١٨٥ ومكي ١/ ٥٢ جواز النصب كما أعرب المؤلف.
(٣) انظر إعرابه للآية: ٣٢.
(٤) يوضح هذا التفسير قول الإمام الطبري ١/ ٣٤٥: الفقوع في الصفرة نظير النصوع في البياض، قال: وهو شدته وصفاؤه.
(٥) أخرجه الطبري ١/ ٣٤٥.
(٦) سورة المرسلات، الآية: ٣٣. ورسمت على قراءة صحيحة لأبي عمرو وغيره.

1 / 288