217

Le Livre Unique en Grammaire du Coran Magnifique

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Enquêteur

محمد نظام الدين الفتيح

Maison d'édition

دار الزمان للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lieu d'édition

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

والخليفة: فعيلة بمعنى فاعل، لأنه يخلف غيره، أي يجيء بعده. وقيل: بمعنى مفعول، لأن ذريته تخلفه (١)، وإلحاق التاء للمبالغة، كالتي في علَّامة ونسّابة.
وقرئ: (خليقةً) بالقاف (٢). والخليقة: الخلائق، يقال: خليقة الله، وهم خلق الله أيضًا، وهو في الأصل مصدر، أعني الخلق، فاعرفه.
وقوله: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا﴾: قيل: الهمزة لاستعلام الحكمة في خلق الخليفة، وليست التي للإنكار، أي: أتجعل فيها من يسفك الدماء، كمن كان قبله أو على غير تلك الحال (٣)؟ .
وقيل: استفهموا عن أحوال أنفسهم، أي: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن على التسبيح والتقديس، أم نتغير عن ذلك (٤)؟ .
وقيل: للتعجب، على معنى: تعجبتِ الملائكة من أن يستخلف مكان أهل الطاعة أَهْلَ المعصيةِ (٥).
والسَّفْك: الصَّبُّ، يقال: سَفَك الشيءَ يَسْفِكُ سَفْكًا، إذا صبّه وهَرَقه.
وقرئ: (يَسْفُك) بضم الفاء (٦)، وهو لُغَيَّةٌ و(يُسْفِكُ) بضم الياء (٧)

(١) كذا أيضًا ذكر النحاس ١/ ١٥٧، وابن عطية ١/ ١٦٤، القولين، وهذا مأخوذ من قول الحسن ﵀: إنما سَمَّى الله بني آدم خليفة، لأن كل قرن منهم يخلف الذي قبله.
انظر الطبري ١/ ٢٠٠، والمحرر الوجيز في الموضع السابق.
(٢) ذكرها الزمخشري ١/ ٦١ دون نسبة، ونسبها ابن عطية ١/ ١٦٤ إلى زيد بن علي، وأضاف إليه أبو حيان ١/ ١٤٠: أبا البرهسم عمران.
(٣) هذا قول الزجاج في معانيه ١/ ١٠٩، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير ١/ ٦٠ عنه، وقريب منه قول الأخفش ١/ ٦٢ - ٦٣، وحكاه ابن جرير ١/ ٢٠٨، عن بعض أهل العربية.
(٤) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير ١/ ٦٠.
(٥) كونه للتعجب: ذكره الزمخشري ١/ ٦١ مقتصرًا عليه. كما ذكره ابن عطية ١/ ١٦٥ أولًا.
(٦) ذكرها الزمخشري ١/ ٦١، ونسبت إلى أبي حيوة، وابن أبي عبلة، وابن مصرف، انظر المحرر الوجيز ١/ ١٦٥، وزاد المسير ١/ ٦١، والبحر ١/ ١٤٢.
(٧) كذا في الكشاف أيضًا دون عزو.

1 / 217