186

Le Livre Unique en Grammaire du Coran Magnifique

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Chercheur

محمد نظام الدين الفتيح

Maison d'édition

دار الزمان للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lieu d'édition

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

عَلا الأرضَ فاسمه بناء (١).
وقوله: ﴿مِنَ السَّمَاءِ﴾: (مِن) لابتداء غاية المكان، متعلق بـ ﴿وَأَنْزَلَ﴾ تَعَلُّقَ الجار بالفعل، ولك أن تعلقه بمحذوف إذا جعلته حالًا من ﴿مَاءً﴾، لأن وصف النكرة إذا قُدِّمَ على الموصوف نُصب على الحال، كقوله:
٥٥ - لِعزَّةَ مُوحِشًا طَلَلٌ ... ........................ (٢)
فـ (موحشًا): حال من طلل على رأي أبي الحسن، ولا يجوز أن يكون حالًا منه على رأي سيبويه؛ لبقائه بلا عامل، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض، والتقدير: وأنزل ماء ثابتًا أو كائنًا من السماء (٣).
والهمزة في ﴿مَاءً﴾ بدل من هاء هي لامه، بدليل قولهم في تصغيره: مُوَيْهٌ، وفي جمعه: أَمْواهٌ ومِياهٌ. وماهت الرَّكِيَّةُ (٤) تموه مَوْهًا ومُؤُوهًا، إذا ظهر ماؤها وكثر. وأصله: مَوَهٌ بتحريك العين، إلا أنها قلبت ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها كما قلبت في بابٍ ومالٍ لذلك.
فإن قلتَ: لم قَضيتَ بتحريك عينه بانقلابها، ولم تقضِ بذلك بجمعه على أفعال، كقَتَبِ وأقتاب، وجمل وأجمال؟ قلتُ: لأن عينه واو، والعين إذا كانت واوًا وكَانت ساكنة في المثال، كان بابه أن يُكَسَّر فيه القلة على

(١) معاني الزجاج ١/ ٩٩.
(٢) جزء من بيت شعر لكثير عزة، وتمامه:
......................... قديمُ ... عفاهُ كُلُّ أَسْحَمَ مُسْتَدِيمُ
ويروى - وسوف يأتي -:
لمية موحشًا طلل ... يَلوحُ كأنهُ خِلَلُ
وهو من شواهد سيبويه ٢/ ١٢٣. والفراء ١/ ١٦٧، ومجالس العلماء ١٣١ - ١٣٢، وإعراب ثلاثين سورة/ ٢٣١/، وإيضاح الشعر/ ٢٥١/، والخصائص ٢/ ٤٩٢، والمقتصد ١/ ٢٣٤، وشرح ملحة الحريري/ ١٩١/، والمفصل/ ١٨١/ وشرحه ٢/ ٦٢.
(٣) انظر كلام سيبويه حول هذه المسألة في كتابه ٢/ ١٢٣.
(٤) الركية: البئر.

1 / 186