158

Le Livre Unique en Grammaire du Coran Magnifique

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Chercheur

محمد نظام الدين الفتيح

Maison d'édition

دار الزمان للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lieu d'édition

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

للمتكلم، فأَشبهتِ التاءَ في فَعَلْتُ.
وقيل: لأنه ضمير الجماعة، ومن علامة الجماعة الواو، والضم من جنس الواو، فلما احتِيج إلى حركته لالتقاء الساكنين حركوه بما يكون للجماعة.
وقيل: الأصل (نَحُنْ) نقلت حركة الحاء إلى النون.
وهو في موضع رفع بالابتداء، و﴿مُصْلِحُونَ﴾ خبره.
وفي معناه وجهان:
أحدهما: أنهم يظهرون الإصلاح وهم فيه كاذبون.
والثاني: أن إفسادهم عندهم إصلاح (١).
﴿أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (١٢)﴾:
قوله ﷿: ﴿أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ﴾ (ألا): تنبيه تدخل على كل كلام مكتف بنفسه، مستغنٍ عن غيره، نحو: ألا إنه زيد منطلق، ﴿أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ﴾ (٢). ونظيره: أما تسمع؟ أما ترى؟ وهي مركبة من همزة الاستفهام وحرف النفي، لإعطاء معنى التنبيه على تحقق ما بعدها، والاستفهام إذا دخل على النفي أفاد تحقيقًا، كقوله ﷿: ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ﴾ (٣). ويكون ما بعدها مستأنفًا، ولهذا كُسرت (إنَّ) بعدها.
وقد جوز أن يكون معناها حقًّا، وتفتح (أنَّ) بعدها كما تفتح بعد حقًّا في قولك: حقًّا أنك ذاهب (٤)، والهاء والميم اسم إن. و﴿هُمْ﴾: مبتدأ،

(١) ذكر الوجهين الزجاج في معانيه ١/ ٨٧، وجعلها الماوردي ١/ ٧٥ أربعة أوجه كلها تدور حول هذين، والله أعلم.
(٢) سورة الصافات، الآية: ١٥١.
(٣) سورة القيامة، الآية: ٤٠.
(٤) كذا حكى النحاس ١/ ١٣٩ جواز فتحها، وتبعه مكي ١/ ٢٤، وانظر مذهب سيبويه في (حقًّا أنه): الكتاب ٣/ ١٢٢.

1 / 158