151

Le Livre Unique en Grammaire du Coran Magnifique

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Chercheur

محمد نظام الدين الفتيح

Maison d'édition

دار الزمان للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lieu d'édition

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة، فأغنى ذلك عن الإعادة هنا (١).
وقرئ: (وما يُخْدَعون) بضم الياء وفتح الدال على البناء للمفعول (٢)، يقال: خَدَعْتُ زيدًا نفسَهُ، ومعناه: عن نفسه. وفاعل الخدع الشيطان، أي: وما يخدعهم الشيطان إلا عن أنفسهم، ثم عومل معاملة "اختار" و"أمرتك" (٣).
يقال: خَدَعَه يَخْدَعُه خَدْعًا وخِداعًا، إذا ختله وأراد به المكروه من حيث لا يعلم (٤)، أي: يخفون خلاف ما يبدون، وأصل الخدع: الإخفاء، ومنه قيل للخزانة التي يُخْفَى فيها المتاع: المخْدَع (٥). والمعنى: يعملون عمل المخادع.
وقيل: يخادعون أولياء الله (٦)، أو رسوله، فحذف المضاف للعلم به (٧).
وقيل: أصل الخدع في اللغة: الفساد، ومنه قول سويد بن أبي كاهل (٨) يصف ثَغْرَ امرأةٍ:

(١) قرأ أبو عمرو والحرميان (ابن كثير ونافع): (وما يُخادعون) بألف بعد الخاء. وقرأ باقي العشرة (وما يَخدعون) بدون ألف. انظر السبعة/ ١٤١/، والحجة ١/ ٣١٢، والتذكرة ٢/ ٢٤٨، والمبسوط/ ١٢٧/.
(٢) نسبت هذه القراءة إلى أبي طالوت عبد السلام بن شداد، والجارود بن أبي سبرة. انظر المحتسب ١/ ٥١، والمحرر الوجيز ١/ ١١٢.
(٣) يعني بالأول: قوله تعالى: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ﴾ [الأعراف: ١٥٥] أي: من قومه.
ويعني بالثاني: قول الشاعر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... ....................
أي بالخير، وهذا شاهد تقدم برقم (١٨).
(٤) كذا في الصحاح (خدع). وختله: خدعه.
(٥) ضبطه الجوهري بضم الميم وكسرها ونسب المعنى ليعقوب عن الفراء. قلت: هو للخليل قبلهما، انظر معجم العين ١/ ١١٥.
(٦) قاله الجوهري (خدع).
(٧) ذكره ابن عطية ١/ ١١١ عن الحسن ﵀ قال: المعنى يخادعون رسول الله، فأضاف الأمر إلى الله تجوزًا لتعلق رسول الله به. وقال الماوردي ١/ ٧٣: وجعل الله خداعهم لرسوله خداعًا له، لأنه دعاهم برسالته. وانظر البيان ١/ ٥٥.
(٨) شاعر مخضرم، وهو صاحب المفضلية المشهورة:
بسطت رابعة الحبل لنا ... فوصلنا الحبل منها ما اتسع =

1 / 151