Le papillon et le char et autres histoires
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Genres
قال والده: لا بد أنه مريع. هيا بنا.
وعند أواخر الأصيل كانوا ما يزالون يقتفون الأثر خلال الأرض الوعرة. كان النعاس يسيطر على ديفيد الآن منذ وقت طويل، وحين تطلع إلى الرجلين عرف أن الشعور بالنوم هو عدوه الحقيقي، وتتبع خطاهما وحاول أن يتحرك نافضا عنه النعاس الذي يصيبه بالخمول. وتناوب الرجلان اقتفاء أثر الطريق كل ساعة، وكان الذي في الخلف ينظر وراءه إلى ديفيد في فترات منتظمة؛ ليتحقق أنه معهم. وحين أقاما مخيما في العراء بعد أن حل الظلام في الغابة استغرق في النوم حالما جالسا، وصحا على منظر جمعة يحمل حذاءه ويتحسس قدميه العاريتين بحثا عما فيهما من تقرحات. كان والده قد بسط معطفه فوق ديفيد وجلس إلى جواره، ومعه قطعة من اللحم المطبوخ البارد وقطعتان من البسكويت، وقدم له شايا باردا في زجاجة مياه.
قال والده: يجب أن تأكل يا دافي. قدماك في حالة جيدة. إنهما عفيتان مثل قدمي جمعة. كل هذا ببطء واشرب بعض الشاي ثم عد إلى النوم مرة ثانية. ليست عندنا أي مشكلة. - إني آسف لأن النوم كان يغالبني. - لقد اصطدت ورحلت أنت وكيبو الليلة الماضية، فكيف لا تكون نعسانا؟ بوسعك أخذ مزيد من اللحم إذا رغبت. - أنا لست جائعا. - حسنا. لدينا ما يكفي لثلاثة أيام. وسوف نصل إلى الماء ثانية غدا. كثير من الجداول تهبط عبر الجبل. - إلى أين ذهب الفيل؟ - يعتقد جمعة أنه يعرف. - أليس ذلك بالأمر السيئ؟ - ليس الأمر بالغ السوء يا ديفي.
قال ديفيد: سأعود إلى النوم. إني لا أحتاج إلى معطفك.
قال والده: أنا وجمعة على ما يرام. إني أشعر بالدفء حين أنام.
كان ديفيد قد نام بالفعل حتى قبل أن يقول له والده ليلة طيبة. ثم استيقظ مرة حين سقط ضوء القمر على وجهه، وجال بخاطره منظر الفيل وهو يتحرك بأذنيه الكبيرتين حين كان واقفا في الغابة ورأسه يميل إلى أسفل بفعل ثقل نابيه. واعتقد ديفيد عندها في الليل أن الشعور بالخواء الذي انتابه حين تذكر الفيل يرجع إلى أنه استيقظ جائعا. ولكن ذلك لم يكن هو السبب، وعرف ذلك خلال الأيام الثلاثة التالية.
كان اليوم التالي بالغ السوء؛ لأنه عرف قبل الظهيرة بكثير أن الحاجة إلى النوم ليست هي الشيء الوحيد الذي يميز الصبي عن الرجل. كان هو أكثر نشاطا منهما خلال الساعات الثلاث الأولى، وطلب من جمعة أن يحمل البندقية عيار 303، ولكن جمعة هز رأسه. لم يبتسم، وكان دائما أفضل أصدقاء ديفيد وعلمه كيف يصطاد. وجال بخاطر ديفيد: إنه قدمها لي بالأمس، وأنا اليوم في حالة أفضل مما كنت عليه بالأمس. كذلك كانت حالته هو أيضا، ولكن ما إن حانت الساعة العاشرة حتى عرف أن اليوم سيكون سيئا مثل الأمس أو أكثر سوءا.
كان من الحمق أن يظن أنه يستطيع أن يقتفي الأثر مع والده، مثلما يظن أنه يستطيع أن يتشاجر معه. وعرف أيضا أن الأمر لا يعود إلى كونهما رجلين كبيرين فحسب، فهما صيادان محترفان. وعرف الآن أن هذا هو السبب في أن جمعة لا يسرف في أي شيء يفعله، حتى لو كان ابتسامة. كانا يعرفان كل شيء قام به الفيل، وأوضحا الدليل على ذلك كل منهما للآخر دون أن يتكلما، وحين يصبح اقتفاء الأثر صعبا كان والده دائما يترك لجمعة اتخاذ القرار. وحين توقفوا ليملئوا زجاجات المياه من جدول قال والده: «تحمل هذا اليوم فقط يا ديفي.» وحين خلفوا الأرض الوعرة وراءهم وصعدوا نحو الغابة توجهت آثار الفيل تجاه اليمين في مسار فيل آخر، ورأى والده وجمعة يتحادثان، وحين أدركهما وجد جمعة ينظر خلفه إلى الطريق الذي اتخذوه، ثم يتطلع بعيدا أمامه نحو مجموعة من التلال الصخرية وسط طريق جاف، وبدا كأنه يبحث عن وجهته من قمم ثلاثة تلال بعيدة زرقاء وراء الأفق.
وشرح الوالد: «جمعة يعرف الآن أين يذهب. كان يظن أنه قد عرف قبل ذلك ولكنه وقع على هذا الطريق (ونظر خلفه إلى الطريق الذي قطعوه طوال اليوم)، الطريق الذي يسير فيه الآن جيد جدا ولكن علينا أن نرتقبه صعودا.»
وصعدوا إلى أن حل الظلام، وعندها أقاموا مخيما آخر في الظلام. واصطاد ديفيد طائرين بنبلته
Page inconnue