Le papillon et le char et autres histoires
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Genres
وانزلق «باكو» إلى الأمام على المقعد وهو لا يزال ممسكا بالميدعة، الوشاح، وإنريكي يجذب المقعد بينما السكين يتقلب في جسده، في جسده، في «باكو» ...
وأخرج السكين. وجلس على الأرض في وسط البحيرة الدافئة التي تتسع.
وقال إنريكي: ضع المنشفة على الجرح ... أمسكها جيدا ... سأجري في طلب الطبيب ... يجب أن تمسك النزيف.
قال باكو: «كان يجب أن يكون هناك قدح مطاطي.» كان قد رأى ذلك يستخدم في الحلبة في مثل هذه الحالات.
قال إنريكي وهو يبكي: سأعود حالا. ما أردت سوى أن أريك خطورة ذلك.
قال باكو وصوته يبدو آتيا من بعيد: «لا عليك ... ولكن، أحضر الطبيب.»
في الحلبة يرفعونك ويحملونك ويجرون بك إلى غرفة العمليات، فإذا نزفت شرايين الفخذ آخر قطراتها من الدماء قبل أن تبلغها فإنهم يستدعون القسيس.
قال «باكو» وهو يمسك المنشفة في إحكام حول أسفل بطنه: أخطر أحد القسس. لم يكن بإمكانه أن يصدق أن هذا حدث له.
ولكن «إنريكي» جرى عبر شارع «سان خيرونيمو» إلى محطة الإسعاف الأولية التي تعمل ليل نهار، وظل «باكو» وحده. جلس في البداية، ثم تكوم مقعيا، ثم تمدد على الأرض، حتى انتهى كل شيء، شاعرا أن حياته تتسلل منه كما تتسرب المياه القذرة من حوض استحمام حين تنزع سدادته. كان فزعا، يشعر بالخور، وحاول أن يتلو صلاة التوبة، تذكر بدايتها ولكن قبل أن يقول بأسرع ما يمكنه: آه يا إلهي، إنني آسف أشد الأسف لأنني أخطأت في حقك يا من تستحق حبي، وإنني أعزم عزما قويا ... شعر بالإغماء ينتابه. وكان يرقد ووجهه ناحية الأرض، وانتهى الأمر بمنتهى السرعة، إن شريان الفخذ المقطوع ينزف دمه بأسرع ما يتصور أحد.
وحين كان طبيب مركز الإسعافات الأولية يصعد الدرج مصطحبا رجل الشرطة الذي أمسك بذراع «إنريكي»، كانت أختا «باكو» لا تزالان في دار السينما في «الجران فيا» حيث شعرتا بخيبة أمل شديدة من فيلم «جريتا جاربو» الذي ظهرت فيه نجمة السينما العظيمة في بيئة حقيرة بائسة، في حين كانتا معتادتين رؤيتها محاطة بالأبهة والعظمة. واستاء الجمهور من الفيلم إلى درجة بالغة، وأعلن احتجاجه بالصفير ودق الأقدام على الأرض، أما نزلاء الخان الآخرون فكانوا تقريبا يفعلون ما كانوا يقومون به حين وقعت الحادثة ما عدا أن القسين كانا قد انتهيا من صلواتهما واستعدا للنوم، وأن الفارس الأشيب قد انتقل بشرابه ليجلس مع العاهرتين المنهكتين، وبعد فترة وجيزة، خرج من المقهى مع إحداهما، وهي تلك التي كان المصارع الجبان يدفع لهما ثمن ما تشرب.
Page inconnue